عمار محمد ادم يكتب _ حميدتي بدوي خاض غمار السياسة بقيم البداوة
لا حظت انني لا اجد بغضا لحميدتي وسط البدو وأهل الريف وعامة الشعب. بل انه مرحب به بينهم .ولكن الطبقة التي تطلق علي نفسها طبقة المثقفين. تشن عليه حرب لاهوادة فيها وذلك لاختلاف الطبيعة البدوية واخلاقها وقيمها عن طبائع وقيم واخلاق هذه الفئة التي تطلق علي نفسها فئة المثقفين .وبينها وبين الثقافة بعد المشرقين .وهم طبقة انانية ونرجسية تريد ان تستأثر بكل شئ وتتربع علي عرش السلطة والحكم وتستحوذ علي المال والاعمال وتتصدر الامور العامة والخاصة و في كل شئ. وقد ساءهم ان يأتي رجل من اقصي المدينة لاينتمي اليهم ولايمكن ان ينتمي اليهم اصلا ويكون في الصدارة وفي قلب الاحداث شاء من شاء وأبي. من أبي.والبدو عادة لايميلون الي الحكم والادارة الا نادرا..وحميدتي من هذه الحالات النادرة واستطاع ان يكسر هذه القاعدة.فهو لم يسعي الي مافيه هو الان ولكنه لن يفرط في ذات الوقت اويتخلي اويتنازل عن (ثوب البسنيه الله) كما قال سيدنا عثمان رضي الله عنه وارضاه.
اذن فنحن امام واقع اسمه حميدتي ليس فقط بشخصه لكن بتجلي حياة البداوة والريف علي المستوي السياسي والاجتماعي والثقافي والسياسي ولاول مرة بعد السلطنة الزرقاء في السودان .وهنا تتجلي فكرة نفي التهميش وتنقلب دعوة الشهيد جون قرنق من نقل المدينة الي الريف الي نقل الريف الي المدينة بقيمه واخلاقه وتقاليده السمحة ..وهذا مايحدث الان علي الصعيد الاجتماعي والاقتصادي حين اصبح البدو وأهل الريف هم الاكثر ثراءا وغني وامتلاك للاموال والاملاك. ويمكن ملاحظة لك في السيارات الفارهة التي تجوب شوارع الخرطوم ويركب اغلبها أهل الريف. من كآفة انحاء السودان.وقد أغاظ ذلك فئة من يدعون أنهم فئة المثقفين فعمدوا الي التندر والسخرية والاستهزاء يطفؤون بها نار حقدهم وغلهم وحسدهم وغضبهم وهم الفئة الفاشلة التي اورثت اهل السودان المسغبة وأوردتهم مواراد الهلاك ويسؤوها جدا ان ياتي اهل الريف والبداوة ليتبؤوا المناصب العليا في السياسة والدولة والرياضة وان يكونوا من شخصيات المجتمع التي يشار اليها بالبنان.
اما عن ثقافة البداوة والريف فقد وجدت لها فسحة في الاعلام وتبؤات مكانتها الطبيعية من خلال المجادعات الشعرية والدوبيت وما الي ذلك من الوان الثقافة البدوية والريفية متمثلة في الغناء وموسيقي البادية الا انها ذات صبغة عروبية لتمتد وتشمل غير العرب.وغالب التراث السوداني واغاني الحماسة اصلها الريف والبادية اما في الدراما فان وجود البادية لاباس به ولكنه ياتي في اطار السخرية والتندر والاستخفاف بها.
حميدتي الان هو الرجل الثاني علي المستوي السيادي وعلي قمة قيادة قواته وهذا امر طبيعي لطبيعة هذه القوات وتكوينها. فهو فريق اول دعم سريع. وليس فريق أول شرطة او قوات مسلحة او جهاز المخابرات.وهنا تاخذ الامور شكلها الطبيعي فالجيش والشرطة والامن اكثر من يعلمون ضرورة وأهمية وجود قوات للدعم السريع خاصة في بعض المهام ذات الخصوصية من حيث المكان وطبيعة المهام.ولكن هنالك ضغوط وتحريض من هذه الفئة التي تسمي نفسها فئة المثقفين والتي تفترض امرا غير واراد اصلا وهو ان الدعم السريع هو بديل للقوات المسلحة او مقابل لها ويعزفون علي هذا الوتر بهذه المقطوعة المشروخة بالرغم من انهم اشد كرها للقوات المسلحة من كرههم للدعم السريع وهم يريدون افقط ان يوقعوا بين الجيش والدعم السريع ليتحقق لهم مايريدون .وهذه الفئة او الطبقة تريد فقط استرجاع امجادها التي منحها لها الاستعمار فجثمت علي صدر الشعب السوداني وأذاقته الذل والهوان ردحا من الزمان وكون حميدتي يحدث اختراقا في هذه المنظومة فذلك ما يقيظها وكاتب هذه الاسطر من هذه المنظومة وحاضنتها الاجتماعية ويعلم ما يدور داخلها وما يعتمل في صدرها.وتتجسد هذه الفئة الناقمة الأن في الاحزاب العقائدية ومنظمات المجتمع المدني التي يسوؤها تقدم منظمات المجتمع الاهلي عليها وهي اصل السودان.
علاقات حميدتي الخارجية ذات طبيعة بدوية سواء في الامارات او السعودية واليمن وليبيا وهذا امر اخر يمكن التطرق له لاحقا.