مقالات

على كل- محمد عبدالقادر – قصة غياب رئيس الوزراء

فى الساعات الأولى من فجر اليوم جمعتني مهاتفة طويلة مع الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء الموقر ، المحادثة كانت للاطمئنان على الرجل الذى تربطني به عرى وثيقة نسجتها السنوات على منوال التواصل والاحترام المتبادل من قبل أن يتم تعيينه أو ترشيحه رئيسا للوزراء..
استقبلني الرجل على طريقته السودانية البشوشة فى الترحاب، ولم يكلفن عناء السؤال، فقد كان يتابع ما تنسجه الأقاويل وما تحمله الشائعات التى ظلت تتخذ من حراكه مصنعا دائما لإنتاج وتفريخ الأكاذيب ، وتغذية أجندة الشانئين، والمترصدين لوجوده فى الموقع منذ لحظة تعيينه رئيسا للوزراء.
من الواضح أن هنالك جهات تسعى لإضعاف الحكومة المدنية فى السودان ، وتمارس استهدافا مستمرا وتقليلا مقصودا من كفاءة رئيسها، إذ ظل الرجل تحت “كاميرات الغرض” حتى فى زياراته وبرامجه الخاصة، يهاجمونه أن أكثر الظهور فى الميديا، ويحاكمونه أن غاب، وفق حملات ممنهجة تشتم فيها رائحة الأجندة والاستهداف والترصد ..
قال لي دكتور كامل خلال المكالمة ، انا بخير .. غادرت السودان لأداء مهام تتصل بمصالح الشعب السوداني، وقد انجزت الكثير من اللقاءات والمقابلات التى تخدم خط الدولة الرامي لتعرية المليشيا وإبلاغ المجتمع الدولي بما تمارسه من انتهاكات وجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الشعب السوداني ، وبحثت ترتيب الأوضاع المتصلة بحياة المدنيين ومعالجة ما وجدوه من مصائر مرة بسبب الحرب اللعينة.
واضاف د. كامل ” اباشر عملي كرئيس وزراء على مدار اليوم ، دون أن يؤثر غيابي على إنجاز المهام حسب جدول العمل التنفيذي الذى احرص على تنفيذه بدقة..
وجدت رئيس الوزراء فى أتم الصحة والعافية والاستبشار بما هو قادم من خير وانتصارات وبشارات بجهد وفدائية الجيش والقائد العام الفريق أول عبدالفتاح البرهان وكل منسوبي القوات المساندة التى تقاتل الان فى كردفان ودارفور لتاكيد سيادة السودان وانهاء وجود المليشيا المتمردة..
المهاتفة التى جاءت من جانبي سبقتها شائعات عديدة تقول بأن الرجل خرج مغاضبا ، ومحتجا على تدخلات من مجلس السيادة، حسب ما حمل موقع “اسكاي نيوز” الذى يدلل كل يوم على أنه مستخدم بواسطة الامارات لتنفيذ أجندتها كراع للجنجويد الذين يديرون حربا شاملة ضد الدولة السودانية ..
لم يعد لدى شك فى أن الشائعات التى تطارد رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس منذ لحظة تعيينه تصنعها غرف ذات صلة ب”قحت” و”الإمارات” و”الجنجويد”، وان الاستهداف الذى يطارد كاملا لاغتيال شخصيته وراءه جهات تدير أمر ترصده بحرفية عالية ودأب محير، يسعى لجعل حياة الرجل ملهاة لممارسة الخبث البائن فى كل ما يتعلق بحراكه، من فرية زيارته لقهاوي مصر ، وحتى ” تسممه بتركين فى جدة”، إلى استيضاحه لوزيرة البيئة احتجاجا على تعريتها للامارات ، وحتى الترويج لخروجه من السودان مريضا ومغاضبا بينما الرجل فى مهمة عمل لإنجاز مصالح ذات صلة بالدولة السودانية..
كامل استهدفوه فى مشيته وجلسته وبدلته وحتى ربطة العنق، ولم يسلم شكلا ومضمونا من تناول بعض الأقلام التى لم تر فيه بالطبع شيئا جميلا، لشئ فى نفس يعقوب …
فى الرابع من فبراير الماضي راج خبر عن “موقع مجهول الابوين” لم اجد له أصلا فى الشبكة العنكبوتية ، يقول بتوبيخ وزيرة البيئة السودانية على خلفية هجومها على نظيرها الإماراتي خلال اجتماع في نواكشوط من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء .
مثل هذا الخبر وغيره “من الشتل”، الملازم لحراك كامل ادريس يستوجب على الدولة التوقف كثيرا لفحص طبيعة الاستهداف والبحث عن مكامنه ومنصاته، واتخاذ ما يلزم من إجراءات فى مواجهة الشائعات والتلفيق تحفظ هيبة ومؤسسات الدولة السودانية وتحمي رموزها من الاستهداف، هذا الأمر بالطبع لا يشمل النقد الموضوعي الذى نقرأه من قلة تمارس دورها فى التقويم بعيدا من ” الابتزاز”، و”الغرض والمرض” …
هل يتوجب على دكتور كامل أن يستأذن من الناشطين والمعارضين والمترصدين لتنفيذ مهمة عمل داخل أو خارج السودان، هذا لا يعني أن نسأل حق الرأي العام فى التعرف على حراك ونشاط رئيس الوزراء، ولكن بعيدا عن الغرض والمرض والأجندة الخبيثة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى