عقد جلسة مباحثاتٍ مشتركة مع الرئيس سلفا كير (البرهان في جوبا).. الاقتصاد وملفاتٍ أخرى…!

عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة بعد زيارةٍ قصيرةٍ استغرقت ساعاتٍ لعاصمة جنوب السودان جوبا، حيث أجرى مباحثاتٍ ثنائيةٍ مشتركة مع نظيره الجنوبي سلفا كير.

ويبدو بأنّ الرحلة التي قام بها الجنرال لأرض الجنوب كان الشقُ الأكبر فيها اقتصاديًا.

تطلعات الشعبين

وبحسب إعلام مجلس السيادة الانتقالي، فإنّ البرهان وكير عقدا جلسة مباحثاتٍ مشتركة بقصر الضيافة بجوبا، حيث رحب رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت برئيس مجلس السيادة الانتقالي في زيارته لجوبا.

وأعرب رئيس دولة جنوب السودان عن تقديره لمستوى التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز أواصر العلاقة بين السودان وجنوب السودان لتحقيق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين، مؤكدًا وقوفهم بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار واستعداد بلاده للقيام بأي جهودٍ من أجل وقف الحرب وإنهاء النزاع في السودان.

من جانبه، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي لنظيره، أنّ أمن واستقرار السودان من أمن واستقرار جنوب السودان، معربًا في الوقت ذاته عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، كما أثنى البرهان على دور جوبا في الحفاظ على سلامة وأمن واستقرار السودان.

دورٌ مهم

ورافق الرئيس في زيارته القصيرة لجوبا، وزير الخارجية السفير حسين عوض ووزير الطاقة المهندس محي الدين نعيم.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية د. قاسم كمال بأنّ الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة لجوبا كانت مهمةً، إذ أنها تأتي في إطار التنسيق المشترك بين البلدين والذي اتسم بالتناول الإيجابي للجنوب فيما يتعلق بالأزمة بالسودان، حيث ظلت مواقف جوبا منذ بداية الحرب واضحةً وفي صف القوات المسلحة.

ويضيف محدّثي بأنّ جوبا من البلدان التي تربطنا بها علاقات مختلفة استثنائية، وبالتالي فإنّ طبيعة هذه الرحلات تمثل دفعًا قويًا للعلاقات، ورفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك.

واستعرضت المباحثات أمس (الاثنين)، الملفات العالقة، بجانب ملف نفط جنوب السودان ونقل بترول جنوب السودان.

الخرطوم وجوبا اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الطاقة والنفط بكل من السودان وجنوب السودان ووضع خطة تشغيلية لإعادة الضخ وتذليل كافة العقبات المتعلقة بتشغيل الخط الناقل حتى يعمل بصورة كاملة.

ويعود أستاذ العلوم السياسية د. قاسم كمال للتعليق على معرض الطرح ويشير إلى أنّ اللقاء بين الرئيسين قطعًا تناول ضرورة إيقاف تدفق المقاتلين من المعارضة الجنوبية بصف الميليشيا، وكذلك تأمين الحدود بين البلدين والعمل كذلك على بلورة رؤًى موحدة فيما يخص حرب السودان، مشيرًا إلى أنّ ملف سلام الجنوب أيضًا قد يكون ضمن الأجندات التي نوقشت.

نقل البترول

وبعد زيارةٍ استمرت لساعاتٍ، عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي للبلاد، وكان في استقباله وزير الدفاع الفريق الركن ياسين إبراهيم ياسين، والأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف وعددًا من السادة الوزراء.

بدوره يرى الخبير والمحلل السياسي أحمد التوم أنّ زيارة البرهان لجوبا كان طابعها الغالب المحور الاقتصادي خاصةً وأنّ جنوب السودان يواجه إشكالياتٍ كبيرة في نقل البترول الذي يمثل أحد أهم ركائز التعاون بين البلدين.

ويضيف أ. أحمد بأنّه من الضروري إنجاز مثل هذه الزيارات لرفع مستوى التنسيق بين الجانبين في كافة أوجه التعاون.

وكان وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض قد ذكر في تصريحاتٍ صحفيةٍ بمطار بورتسودان أنّ مستوى التعاون بين الدولتين متطورٌ في كافة المجالات، مشيرًا إلى أنّ الزيارة حققت أهدافها واستعرضت مسار العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.

وأضاف الوزير، بأنّ الجانبين اتفقا على تذليل كل العقبات أمام نقل بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، من خلال تكوين لجنة مشتركة بين وزارتي النفط في البلدين، ووضع خطة تشغيلية لإعادة ضخ بترول الجنوب.