عثمان البلولة يكتب : تتمتع بأذيته و تترعرع في كنفه
خيرٌ فعلت وزارة الخارجية بتجميد التعامل مع الإيقاد بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان قرار موفق رغم أنه تأخر كثيراً، لكن أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي .
عندما طالبنا بعودة العمل الدبلوماسي إلى المسار الصحيح ، ليس الغرض جعل السودان في عزلة دولية ولكن وضعه في حالة اعتبارية تراعي سيادته الوطنية واستقلال رأيه من الوصايا الدولية.
سبق وأن تطرقنا لأُطروحات الإيقاد الرامية لحل أزمة السودان ولكنها فشلت في جميع مساعيها لعدم جدوى طرحها للحلول السياسية المناسبة و نظراً لظهور ميولها وأهدافها الراعية لمصالحها الخاصة المتعلقة بإسناد الجنجويد في الحرب والدخول إلى طاولة المفاوضات وهم في موقف قوة ، بعدها تكشفت لنا سوء نواياهم ، لذلك أكثرنا من الطرق على أبواب الخارجية بأن منبر الإيقاد لا يقف على مسافة واحدة من الجميع في العملية التفاوضية .
و في تقديري أن هذه الحرب ضد الشعب السوداني من قبل مليشيات الدعم السريع التي ظلت تتمتع بأذيته و تترعرع في كنفه قسراً ، رغم أن شعبنا مكلوم في أمنه واستقراره و يئن حزناً وظلماً من انتهاكات الجنجويد .
طوال العشر شهور الماضية التي اكتوى بجحيمها نزوحاً و لجوءً إلى الولايات الأمنة و دول الجوار ، و من لم يستطع الفرار من الحرب مات بين مطرقة الجنجويد وسندان ظلمهم ، على قيادة قواتنا المسلحة القيام بدور عسكري يطمئن نازحي الداخل الذين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع حتى يتمكنوا من العيش بكرامة .