منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

عبد القادر مسلم يكتب : موعد مع مثير الجدل (هاشم محمود )

الشتات ومن غيره جعلنا نسترق اخبار اخوتنا عبر القارات بهالات من المكيدة والمبالغة الزائفة، ذاع صيتة في الآونة الأخيرة غزير الكتابة عديد الكتب وافر الظهور على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد يجمع بين التجارة والأدب تلك الثنائية الصعبة والمعادلة مستحيلة الحل فيما يقولون!
جاءني اتصال من رقم مجهول متسارع كان في الجانب الآخر هاشم محمود يرسل رشقات من التحايا والسلام كعادة أهلنا في الريف الإرتري يحثون الخطى ويستنفذون انفاسهم كي يبثوا تلك الامنيات الصادقات موفورة بدعوة على فنجان قهوة!
ورغم ظروف العمل ومشقة الطريق إلا أن واجب كشف غمام الحكايات المنسوجة حوله ألزمت على قبول الدعوة والتضحية بحصة نوم هانئة بعد عناء عمل طيلة أسبوع كامل
عطر البارود وكلونيا الجديدة وشتاء اسمرة اختزلتها ابتسامة ودودة ونداء من بعيد قال هاتفاً وجهك يا ابن مسلم ماركة مسجلة لو أنك بين حشد من البشر لعرفتك وبعد مديد الاحضان جلس هاشم على الأريكة مجسداً تقاسيم أهلنا في الريف الارتري في بساطته وحديثة الشيق لربما كان اللقاء الأول لكنه ساح بخاطري في مدن بعيدة وأركان قصية
صدقوا حينما قالوا انه ثري فالثراء هنا معنوي لم الحظ ساعة باهضه الثمن او هنداماً فاخراً كان ثراءه حين يستجمع قواه ويخرج زفيراً حاداُ يبعث فيه حياة جديدة فهاشم عانى من اللجوء والتجنيد والحروب حتى سحب القدر قاربه من حدود تشاد الي شاطئ الخليج قصة حياة معقدة ربما مؤلمة ربما لكنها شحنته بذخيرة لا تنفذ من الكلمات وتصاريف القسوة
جعلت منه كاتباً متصالحاً مع نفسه وقدراته تواقاُ للمعرفة وصافاً فريداً.
اخرج من جلبابه رواية كلونيا الجديدة ومهرها بخط رفيع كانت هدية اللقاء الأول وأسر رافعاً حاجبية في درج مكتبي مخطوط جديد ورواية لم احكيها استدركته أ بعد كل هذه الحكايات؟!
– قهقه ضاحكاً ذاكرتي ممتلئة بالثقوب ولكي أكمل ما تبقى لي في هذه الدنيا سأكتب حتى يجف اخر نبع في جسدي !!
قابلت روائيين وكتاب يكتبون من تخمة الترف وزيف المعرفة هاشم كان مختلفاً حيث أعادني للوراء كثيراً فهو معجون بتراب الوطن ويلهث خلف سراب الأمل بوطن متعافي متصالح مع أبنائه كحال بطل روايته كلونيا الجديدة والتي اقلب صفحاتها اليوم وغداً حتى اتعافى من لقاء هاشم وأعود لسيرتي التي ارتضيتها لنفسي بعيداً عن ضجيج حكايات وطن من كلمات!
عبد القادر مسلم 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى