منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

صديق موسى العوني يكتب ( السودان في مهب الريح)

الناظر إلى المجتمع السوداني والواقع السوداني يرى الحزن الشديد الذي يظهر على أفراد المجتمع السوداني بسبب المعاناة والضيق وعدم الأمن واقتراب المسغبة والانهيار
وكل هذا بأيدينا
فأهل السياسة بلا استثناء
والعسكر أيضا بلا استثناء يساهمون بل يوردون السودان مورد الهلاك
فالخلافات التي تسود وسط الكل والتي أعيت من يداويها هي الطامة الكبري والقشة التي ستقصم ظهر السودان
فالعسكر في مفترق طرق والاحزاب السياسية بينها برزخ وكل هذا يلقى بظلاله على جسم السودان النحيل والمصاب بهشاشة العظام
فارضاء الذات وأصحاب المصالح الخارجية على حساب الوطن هي الأولوية التي حجبت رؤية المصالح الوطنية
فاصبحتا في هذا الوضع الذي نحسد عليه
رغم أن الواقع الذي كان من المفترض هو عكس ذلك
فحضارات السودان القديمة تشهد له والمساحات الجغرافية وتعدد المناخات والأرض البور البلقع والأنهار الجارية والمياه الجوفية الهائلة والأمطار ذات المعدل العالي وكل انواع المعادن والبترول الذي يقبع تحت أراضي واسعة
كل هذه الخيرات وهذه الثروات بدل أن تكون نعمة تستفيد منها
البلاد والعباد
أصبحت نغمة بسبب ضعف الوطنية وتكالب الدول مصاصة الدماء
وهناك قصة واقعية حكاها لي أحد الاصدقاء وهي أن الإنجليز عندما قرروا ترك السودان ومنحه الاستقلال وعندما بدأت مرحلة سحب القوات كان هناك أحد الخبراء الإنجليز جالس خارج مكتبه فخطرت له فكرة فنهض من كرسيه وسحب برنيطته وصعد بها إلى اعلي المبنى ووضعها في أعلى نافذة وعاد وجلس على كرسيه ونادي كل ألموظفين والعمال اللذين في سرايا للحاكم العام وقال لهم هناك جائزة لمن يأتي بهذه البرنيطة أو الكاب من هذه النافذة العالية
تدافع السودانيون اللذين كانوا حضور للوصول إلى النافذة
كان التنافس بينهم محتدم والرجل الانجليزي يراقبهم فكلما اقترب أحدهم من الهدف أمسكوه البقية من رجليه وسحبوه إلى الأرض ومنعوه من الوصول
تكرر المشهد أمامه عدة مرات فتدخل واوقف الجميع صعد وانزل البرنيطة بنفسه وقال لهم هذا اختبار لكم وقد فشلتم فيه
سنسلكم بلادكم وتذهب ولكنكم لن تستطيعوا ادارتها اتدرون لماذا لأنكم تتعاونون على تعطيل بعضكم بعضا ولا تتعاونون على فرص النجاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى