منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

صدى الواقع أهلاً بكوهين في السودان وعقبال السفارة في تل أبيب محمد مصطفى الزاكي

( ماعندي مشكلة.. ممكن أتعامل مع اليهودي عشان أحل المشكلة دي)!، هذه جملة كثيراً ما طرقت طبلة أذني، يطلقها البعض للمبالغة عن العجز في إيجاد وسائل لحل مشكلة عويصة! حتى ولو كان الحل يكمن في التعاون مع اليهودي!.
صراحة ما كنت استوعب كل تلك المبالغة في التشبيه، سوى أن حرباً تدور بين متصارعين على الأرض، فتظهر شاشات الإعلام العالمي، جرحى وقتلى ودمار للسكنات والخدمات، ولاجئين ونازحين في المخيمات…هي ذاتها تحدث عندنا هنا في الأطراف، لكن الأضواء تصرُّ على التركيز هناك!، وإظهار ذلك كأنها النهاية للإنسانية… وهي قد لفظت أنفاسها الأخيرة هنا عندنا في(دارفور – جنوب كردفان – النيل الأزرق) بل الفظائع هنا أعنف وأبشع لكنهم عمداً يتوارون الطرف، ولا يصوِّرونها كما يفعلون في غزة.
تكونت لديَّ قناعة أن العالم يظلمُ إسرائيل بتركيز إعلامه المتعمَّد هناك، على حربه مع الفلسطينيين التي لا تختلف عن بقية الحروب، فالصراع حول الأرض وضحاياهُ في كل مكان، لكن هنا عندنا البشاعة أكبر رغم أنف الإعلام الموجّه، فلماذا كل هذه الخصومة بين السودان وإسرائيل؟، وإذا كان (الدواس غبينة) فما غبينة السوداني تجاه الإسرائيلي؟!..هذا هو السؤال الذي لم إكتشف إجابته حتى الاان!..
إذا كان الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، لم يكن قطعاً صراعاً بين العقيدتين(الإسلام واليهودية)، كما لم تكن حرباً بين دول، السودان حليفاً لطرف فيها وإسرائيل في الطرف المعادي!؛ بينما هوية السودان العروبي، فيها قولان! …أوليس الأولى لمصلحة شعب السودان الإستفادة من قدرات إسرائيل لتطوير موارده الزراعية والتقانة والصحة والتعليم والجانب العسكري؟.
لأنَّ علاقة إسرائيل مع السودان ستخرق تلك الحواجز التي أقعدت التطور والإزدهار، إعتباراً لموقع السودان على بوابة أفريقيا والعالم العربي، وموارده الطبيعة الكبيرة والمتنوعة غير المستثمرة، يمكن لدولة بمكانة إسرائيل أن تحدث هي وحليفاتها من الدول الصناعية الكبرى في العالم، تحريكاً للمياه الساكنة ونهضة للشعب والدولة معاً؛ ويكفي أن توقيع السودان النهائي على إتفاقية آبراهام، فقط سيخرج البلاد من ( فتيل) الدول الراعية للإرهاب ويستعيد الحصانة السيادية التي أضاعها الساسة ب(هوس القضية الفلسطينية). تخريمة..
(نبارك للجارة تشاد خطوتها الشجاعة بإفتتاحها سفارة لدولتها في تل أبيب، وعقبال أن تجاورها سفارة للسودان اليوم قبل بكرة.. ونقول للمسؤولين عن هذا الملف سيروا وعين الله ترعاكم، لا تهزَّنكم مهووسي الشعارات الناصرية ..وأنصار اللاءات التي قتلت أحلام بلادي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى