صحة القضارف تكشف عن تسجيل “المئات” لحالات اغتصابات لناجيات من الحرب على يد مليشيا ال دقلو
القضارف: محمد سلمان
كشفت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف، عن تسجيل “المئات” لحالات اعتداء جنسي بمركز الطب الشرعي بالولاية، معظمها لناجيات من الحرب، ونبهت لوجود حالات انتحار، وحالات صدمات نفسية كبيرة وسط اللائي تعرضن للاغتصاب.
ودعا وزير الصحة والتنمية الإجتماعية “المكلف”، دكتور أحمد الأمين، خلال مخاطبته ورشة المناصرة الإعلامية لقضايا العنف ضد المرأة والطفل، التي نظمتها وزارته بالتنسيق مع منظمة بلان سودان، الخميس، دعا لضرورة العمل المجتمعي لإزالة الوصمة، وحث الناجيات من اللائي تعرضن للعنف الجنسي على العلاج، ونوه إلى أن العادات والتقاليد من أكبر التحديات التي تواجه الطرق على قضايا العنف ضد المرأة والطفل.
وأفصح الوزير عن وجود مراكز لتقديم خدمات العلاج والدعم النفسي والاجتماعي، للناجيات ممن تعرضن للاغتصاب، تشمل (مستشفى النساء والتوليد، إدارة الطب الشرعي، مركز الصدمةالنفسية بمستشفى القضارف)، بجانب مراكز (أم شجيرات، أبوالنجا، المستشفى الميداني الأمريكي)، إضافة لخدمات وحدة العنف ضد المرأة والطفل بالوزارة.
من جانبه، أشار بروفيسور دفع الله علم الهدى، لأهمية الإعلام في تشكيل الرأي العام، ورفع الوعي، وتوجيه الجماهير، وقال إن المناصرة الإعلامية لها دور كبير في قضية العنف ضد المرأة، لافتا إلى أن القضية برزت بشكل واضح كواحدة من افرازات الحرب.
وثمن دفع الله دور منظمة بلان سودان، وإدارة المنظمات بوزارة الصحة، ووحدة العنف ضد المرأة والطفل بالوزارة، في دفع القضية وإيجاد المعالجات لها، وخلق المناصرة والتشبيك لمواجهة تحدياتها.
بدوره، كشف دكتور اختصاصي الطب الشرعي، عبد الرحيم محمد صالح، عن تسجيل (342) حالة اعتداء جنسي خلال الفترة الماضية، حتى الخميس، بمركز الطب العدلي بالمستشفى المركزي بالقضارف، منوها إلى أن معظم تلك الحالات من النازحات الناجيات من الحرب.
في السياق، رسمت اختصاصي النساء والتوليد بوزارة الصحة بولاية القضارف، دكتورة هناء بن عوف، المتطوعة في قضايا العنف المبني على النوع، صورة قاتمة لأوضاع الناجيات النازحات ممن تعرضن للاغتصاب من قبل مليشيا الدعم السريع، وقالت “بعض الناجيات انتحرن.. وبعضهن حاولن الانتحاد”، وذكرت أنها أكثر من (100) حالة تردن عليها بعياداتها، ونبهت هناء للآثار النفسية والاجتماعية، والجسدية والجنسية المترتبة على العنف الجنسي، من “اكتئاب، خوف، قلق، لوم الذات”، وغيرها من اعتلالات مابعد الصدمة.
ودعت دكتورة هناء لضرورة محاربة الوصمة للناجيات ممن تعرضن للعنف الجنسي، لضمان وصولهن لمراكز العلاج الطبي والنفسي، ومراكز الدعم الإجتماعي، وأوضحت ابن عوف، إن برنامج الإحالة الذي تعتمده وزارة الصحة بالولاية، ينص على معالجة الحالة بطريقة تحافظ على السرية والخصوصية.