منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

شموخ عمر تكتب _ سكة ضياع +18

لا احد ينكر نجاح مسلسل سكة ضياع جماهيريا ولسنا بصدد نقده على المستوى الفني او الاخراجي ما ساتحدث عنه ليس تسليطا لمقص الرقابة او حجرا على الحريات وانما لفت نظر لما فيه من اخطاء ربما تكون غير مقصودة
الدراما مرآه تعكس الواقع وتنعكس علي الواقع
الدراما الجيدة يجب ان تعكس الواقع وتتنبإ بالمستقبل او تضيف الخيال ليتحرر عقل المشاهد
نعم الفن يعكس حقيقة المجتمع ولابد ان ينعكس ذلك في كل انواع الفنون من غناء ودراما وبرامج
ولكن لدراما رمضان خصوصية بخصوصية الشهر الكريم فالدراما بطبيعتها المؤثرة في القيم والاذواق والكلمات فكثير من الاعمال تتحول الي احاديث بين الناس وافكار تتحرك في المجتمع ويكثر ويسهل تداولها
بما ان الدرمامن اقوى الفنون التي ثؤثر وتشكل الوجدان
لذلك عندما تتناول الدراما قضايا صادمة وجريئة يجب مراعاة كيفية معالجتها وتناولها بشكل مهذب دون اسفاف او خروج عن التقاليد لكي نصل للهدف وهو تسليط الضوء على المشكلة وليس المساعدةفي نشرها
عندما تتصفح في السوشال ميديا وترى سكة ضياع تتمدد لنجد ان كثير من الشخصيات والالفاظ والمفردات اصبحت ملتصقة بواقع المشاهد المتلقي فتصبح تريند .
هذا يضع صناع العمل امام مسئولية كبيرة لم يدركوا مدى خطورتها .
فلا احد ينكر ان كل هذا موجود ومشاهد في جزء كبير من المجتمع لكن هل كان ينبغي ان يتم نقل الواقع بحذافيره ؟؟؟

هناك مدرستين مدرسة ترى انه يجب نقل الجانب السيء والواقعي هي مدرسة محاكاة الواقع او الدراما التقريرية الواقعية
او مدرسة التاثير في المجتمع بحيث تقدم المتعة الاثارة التشويق والخيال والرسائل الايجابية وزرع القيم النبيلة
انا لست مع هذه المدرسة او تلك ولكن مع مراعاه انها دراما تلفزيونية وليست سينما
ويجب ان تفلتر هذه الدراما التى تدخل البيوت وتجمع الاسر وان يتم كتابة تحذير في تتر المسلسل فيحال وجود مشاعد عنف وانحراف وشذوذ وجريمة +18
اما الخطأ الاكبر فهو تقديم البطل المجرم المنحرف بصورة يتعاطف معها المشاهد فتعمد المخرج ان يظهر جانب انساني من الشخصية وان يضيء على طفولته وطريقة تعامله مع حبيبته لخلق مبررات او دوافع لهذا الاجرام.
وهذه ظاهره نفسية تعرف بمتلازمة ستوكهولوم وهي ان يتعاطف الشخص الضحية مع المجرم وهذه نقطة خطيرة جدا جعلت المشاهد يندمج ويتفاعل مع البطل بل حتى يطالب ويتمنى له نهاية سعيدة وهذا فخ آخر وقع فيه صناع العمل المليء بكل هذا الشر وعدم وجود اي خير يوازي هذا الكم الهائل من الظواهر السالبة فالمسلسل لم يترك شاردة ولا وارده في مستنقع الخطيئة لم يورده (زنا سرقة عنف مخدرات خالات حلوات قونات اساليب سوقية ) وكأنه في صراع مع اي عمل سيأتي بعده
نتمني في المرة القادمة ان نشاهد عمل متوازن على مستوى محوري الخير والشهر ومراعاة حرمة الشهر ومراعاة الاطفال والمراهقين والاسرة السودانية
ولنحتفي بسكة ضياع لحين وصولنا سكة نجاح وامل واشراق وتفاؤل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى