منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

شموخ عمر تكتب ظاهرة الشوقر دادي

ظاهرة الشوقر دادي في المجتمع السوداني ليست وليدة للفترة الحاليه اذا ما عرفنا ان الشوقر دادي هو الرجل الغني ما فوق ال45 سنه والذي يقيم علاقة مع فتاه تصغره سنا بكثير عشرينيه مثلا مقابل الانفاق عليها وتلبيه احتياجاتها الماديه مقابل ماتقدمه من جنس هذا هو تعريف المصطلح وفقا للثقافه الغربيه ويتردد حاليا هذا المصطلح بين الشابات كاستحقاق لهن ان يقمن علاقات عاطفيه لتستطيع مواكبة مثيلاتها المقتدرات من لبس ومكياج وخلافه والبعض ينظرن لها علي اساس علاقه زواج و(عريس لقطه) فالشباب وفقا للظروف الحالية لا يستطيع توفير اقل نمط معيشي مع تزايد احتياجات المرأه العصرية ومنذ فترة ليست بقليله كانت الفتيات تعامل الشباب في علاقات متعددة علي حسب مفهوم مجتمعي وقانون خاص بهن (واحد للسف واحد للف وواحد في الرف) كل علاقه توفر لها احتياج معين وفي النهايه تتزوج من من يدفع كثيرا من منظور مادي بحت للعلاقه المقدسه.
في اعتقادي ظهرت ظاهرة الشوجر دادي وفقا للمصطلحات القديمه فيما يسمي (بالكفيل) او (البنك) او (الصراف) ابان عهد الانقاذ في ظل تمدد التعليم العالي وانتشار الجامعات وتزايد عدد الطالبات الوافدات من الاقاليم في زمن لا يخفي علي احد منكم كم كان الفرق شاسعا انذاك مابين بنات القري والمدن وفرت الانقاذ حينها الجامعات والسكن وتركت الفتيات فريسه للذئاب البشرية وتحت ضغط الظروف والاحتياجات انتشرت في وقتها ظاهرة الزواج العرفي والعلاقات المحرمة علي حد سواء واستمر الحال وزاد الانحراف السلوكي المجتمعي لنصل لمنحدر خطير الا وهو ظهور الشوقر مامي في تطور فج وصادم في العلاقات العاطفيه دون ان تجد استهجانا من المجتمع بل وجدت القبول والترحاب في السر والرفض في العلن نتيجة حتميه لظاهرة التدين الشكلي الذي يصدره المجتمع المتأسلم. فالشوقر مامي هي في المقابل امرأه جميله خمسينيه تنافس الثلاثينيات جمالا ومالا تبحث عن الارتباط بشاب عشريني او دون الخامسة والتلاتين كحد اقصي حسب المصطلح الدراجي (خاله) وكالعاده علي حسب تأطير العلاقه بين الطرفين اما زواج او علاقه غير شرعيه كل هذا والمجتمع يقف صامتا فتيار التغيير اقوي من منظومة الاخلاق والظروف اقسي في الواقع.
الحالة الاقتصادية للشباب تدفعهم دفعا للاتجاه لمثل هذه العلاقات التي تبني علي المصلحة الماديه وليست الحب او الاستقرار الاسري من هنا ظهرت انانيه الفتيات وحبهن المطلق للمال ومعاملة الرجل باعتباره مجرد وسيله للرفاهيه فلكم ان تتصوروا ماهية ونوع المشكلات التي تنتج من هكذا علاقه طلاق خيانة و…. و…..
وبالمقابل تكاسل الشباب الذي اصبح يعتبر مجرد ذكورته وفحولته كرتا رابحا وميزه تنافسيه تجعله سلعه مرغوبه لدي الشوقر مامي وبالتالي تم انتاج هذا النوع الجديد من الزيجات والعلاقات بمباركة المجتمع ولا اعتقد يمكن تداركه ومحاربته لان الموجه اعلي من الجميع لاننا نعيش اسوأ العصور علي مر تاريخ الكوكب الذي يشهد تغيرات اقتصادية واجتماعيه تعصف بالثوابت والقيم والظاهرة تنتقل وتنتشر ولا يمكن السيطره عليها ببساطه لانها مشكلة وحل في نفس الوقت فقط تبقي الخيارات الفردية والوعي الفردي هما الذين يعول عليهما .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى