منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
المجتمع

شفاء 71 مُدمن..حي مكرام بكسلا من مُخدر الآيس

كسلا : المحور

دخل حي مُكرام بكسلا التاريخ من أوسع أبوابه وضرب أهله أروع الأمثال وأكثرها زهاءاً حينما قرروا خوض معركة مصيرية من أجل الحفاظ علي نصف الحاضر وكل المُستقبل ومن أجل من نضع عليهم آمالنا بتغيير واقع البلاد بعد ثورتهم الباذخة.

ففي الوقت الذي آفاق فيه الرأي العام السوداني على فاجعة انتشار المُخدرات خاصة الآيس شبو كان حي مُكرام قد قطع شوطاً بعيداً في حربه الشرسة على سرطان العصر ونجح في الانتصار بإعادة 71 شاباً إلى جادة الطريق بتأهيلهم وصولاً إلى تعافيهم الكامل من تعاطي المُخدرات التي وقعوا في براثنها غير أنهم امتلكوا الإرادة القوية للتخلص منها بايجابيتهم وتفاعلهم مع البرنامج الذي أطلقه أهل الحي لإنقاذهم من الضياع، وكان تجاوب الشباب دافعاً مؤثراً في نجاح برنامج تأهيلهم.

وخاض أهل مُكرام حربهم الشعواء ضد المخدرات بالعديد من الأسلحة أهمها التكاتُف والتعاضد وتحمُل المسؤولية والتجارب الحكومي، فكان أن وفروا أموال مُقدرة لاستضافة الشباب في مكان واحد طوال فترة العلاج والأجواء الملائمة عطفاً على إحضار الأطباء ورجال الدين وغيرهم لمساعدة الشباب على التخلص من السموم التي سرت في اجسادهم،فكانت النتيجة باهرة والنهاية سعيدة أثبتت أن الانتصار على المُخدرات ليس بالأمر العسير إذا تكاتفت الجهود، ليدخل مركز مُكرام لعلاج الإدمان التاريخ من أوسع أبوابه لنجاحه في إعادة الحياة إلى شباب تدخرهم البلاد لحاضرها ومستقبلها.

ولأن ماحدث للشباب من استفاقة من الغيبوبة التي كادت أن تعصف بمستقبلهم كان وقعه عظيماً في دواخلهم فقد بادلوا عطاء أهل الحي ومركز مُكرام لعلاج الإدمان الوفاء حينما نظموا اليوم الأحد إحتفال عميق في مضامينه لكل من وقف بجانبهم ليقولوا له شكرأ على اهتمامك بنّا ومامنحته لنا من مال ووقت حتى دبت العافية في أوصالنا، وياله من وفاء من شباب كانوا ضحية بيد أنهم تحولوا إلى أبطال بانتصارهم على المُخدرات.

ومركز مكرام الذي أعاد تأهيل 71 شاباً استوعب أخيراً 26 مُدمن من أحياء أخرى وليس بينهم أحد من مكرام، تحول إلى مصدر أمل للأسر والشباب للعلاج من إدمان المُخدرات، وبجانبه مركز بحي الإنقاذ يضم 45 متعاطٍ يخضعوا للعلاج، وهنا لابد من الإشارة إلى أن تجربة حي مُكرام لم تتوقف على الأخذ بيد الشباب الذين تماثلوا للشفاء بل شنوا حملة شرسة على تجار المُخدرات بتدوين بلاغات ضدهم والحيلولة بينهم ودخول الحي الذي يمكن التأكيد على أنه تخلص من المخدرات وودع محطتها بفضل الوعي وتوفر الإرادة وايقاد شمعة الأمل بدلاً عن لعن الظلم.

وهنا نقرأ ماذا كتب الناشط “حسن سيكو” عن معركتهم مع المخدرات حتى بات حي مُكرام خالٍ منها لأنها تجربة تستحق الاقتداء بها :-
“مُكرام خالية من المخدرات”، تحت هذا الشعار بدأت حملة مكافحة المخدرات داخل الحي حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة انتشار المخدرات “الآيس الشبو” داخل الولاية بصورة كثيفه جدأ، دشنا للحملة بالتوعية عبر المنابر والأندية والمقاهي ومن بعدها تمت محاربة المروجين من خارج الحي.
بعد التوعية ومحاربة المروجين اتجهنا الي علاج المتعاطين وكان التحدي الأكبر لنا للعدد الكبير من الشباب المتعاطين،
فكان أن وفرنا سكن خاص بالتنسيق مع مركز العلاج بالولاية وكنا نتولي مسؤولية مقابلة الطبيب وإجراء الفحوصات والإجراءات الطبية داخل مركز العلاج ومن بعدها نحجز المتعاطي داخل السكن الخاص المخصص لهم داخل الحي لتلقي العلاج،وفترة حجز المتعاطي تفاوتت بين 14 الي 18يوماً وهي فترة إزالة السموم من الجسم، وخلالها يتم حجز المتعاطي وتوفير كل الاحتياجات عبر شباب الحي الذين انتظموا في ورديات وتبادل الأدوار في الرقابة والمتابعة.
بدانا العلاج بعدد مقدر من المتعاطين وكانت برغبتهم وإرادتهم قوية ومن بعدها تواصل الإعداد للعلاج حتى شمل كل المتعاطين في الحي وتم كل ذلك بالتنسيق مع الأسر وبكامل ارادتها.
داخل السكن كُنا نوفر جميع المتطلبات وإقامة دروس عبر المشايخ لتقديم النُصح والارشاد للمتعاطين كما كنا نوفر أطباء من جميع التخصصات وألتركيز على الأطباء النفسيين للمساعدة والإرشاد.
بعد إكتمال فترة إزالة السموم اتجهنا الي الشق الثاني من العلاج وهو الدعم النفسي حيث تم توزيع الشباب الذين اكملوا فترة العلاج الي مجموعات لجلسات العلاج النفسي مع أطباء مختصين حتى لاتحدث انتكاسة.
قامت هذه المبادرة بمجهود من شباب الحي ووجدت القبول من المجتمع وكل المساهمات من شباب مكرام وبعض الخيرين ونجحت نتيجة لتضافر حهود شباب الحي والمجتمع وحتى المتعاطين هم جزء من هذا النجاح بعزيمتهم واصرارهم على العلاج.

الكتابه عن هذه المبادرة والجهود التي بُذلت من شباب الحي تحتاج إلى مقالات ولكن هذه خطوط عريضة توضح أنه بالعزيمه والإصرار يمكننا أن نتحدي كل الصعاب.
“الآن وبالفم المليان نقولها مكرام خالية من المخدرات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى