مقالات

“شركاء الخراب.. ومرتزقة الفنادق!” – بقلم/ النور مساعد

في مشهدٍ لا يخلو من العبث، تظهر على الساحة السودانية فئة من السياسيين والنشطاء الذين احترفوا “فن النضال من غرف الفنادق”، يتنقلون بين العواصم، ويجلسون في الندوات المكيفة، بينما يتسابقون على صور السيلفي مع شعارات الحرية والعدالة، التي لا يعرفون معناها إلا حين تفتح لهم أبواب المنظمات المانحة.

هؤلاء ليسوا مع الوطن، بل مع الامتيازات. يتحدثون عن الديمقراطية وهم يتآمرون عليها، يرفعون لافتات الثورة وهم أول من طعنها في ظهرها. تارة يلبسون عباءة “النشطاء”، وتارة “الخبراء”، وتارة “قادة رأي”، لكنهم في الحقيقة مجرد متسولين سياسيين، يقتاتون على جراح الوطن، ويسترزقون من دماء الأبرياء.

يعقدون الاجتماعات خلف أبواب مغلقة، في فنادق خمس نجوم، ويكتبون البيانات النارية، ثم يخرجون ليطالبوا بتمثيل في السلطة، وكأن الوطن شركة مساهمة، وهم من كبار المساهمين فيها! أي وقاحة هذه؟!

وفي المقابل، يقف أبناء السودان الشرفاء، في الميادين الحقيقية، لا الميديا الوهمية. يقاتلون في الصفوف الأمامية دفاعًا عن الأرض والعِرض، لا ينتظرون مقابلًا، ولا يسعون إلى كاميرات. رجالٌ لا تعرف أسماؤهم حسابات تويتر، لكن يعرفهم تراب الوطن الذي ارتوت جذوره بدمائهم.

التحية لأولئك الذين تركوا الأضواء، وحملوا هم الوطن على أكتافهم، في زمنٍ تبارى فيه المتسلقون على بيع السودان قطعةً قطعة. أما أولئك المتنعمون في المنافي، المتباكون على الوطن بين “بوفيه الإفطار” و”منحة التدريب”، فليبحثوا عن وطن آخر يتاجرون به، لأن السودان سيعود، وسيُحرر، وسيُحكم بسواعد أبنائه الصادقين، لا بخرائط العملاء والمُتسولين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى