نجحت إدارة شركة الخطوط الجوية السودانية بتوقيعها الإتفاق النهائي مع وكالة الجسر الجوي السعودية، في إحداث اختراق حقيقي على جدار أزمة عصية ظلت تراوح مكانها لسنوات والقت بظلالها القاتمة على الناقل الوطني الذي ورغم ذلك يبدو على خطوات معدودة لاستئناف رحلاته إلى أرض الحرمين بعد غياب إجباري.
فالاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ مساء أمس يُعد أكبر من مُجرد تعاقد تجاري، بل هو بمثابة طوق النجاة لسودانير التي يُمكن التأكيد وقياساً على الكثير من الشواهد والحقائق أنها وجدت ضالتها في إدارة الكابتن “إبراهيم على ابوسن”، ومن يتتبع الرسمي البياني للشركة يجد أنه ورغم ضعف الموارد والصعوبات المالية التي تواجهها إلا إنها تمضي في الإتجاه الصحيح.
والتوقيع مع وكالة الجسر الجوي فتح الباب أمام سودانير للتخلص من المديونية خلال 20 عاماً عطفاً على إضافة طائرة إيرباص ٣٢٠ بالإضافة إلى طائرة شحن، وحدوث هذا يعني فعلياً أن سودانير تمضي في الطريق الصحيح وان إستئناف الرحلات إلى السعودية ومن ثم الخليج مسألة وقت خاصة بعد أن اختارت الشركة مدير محطة جدة الذي سيتم الإعلان عن إسمه في الأيام القادمة.
وعلي ذات الصعيد فإنه ومثلما للاوضاع السياسية انعكاس على سودانير فإن المرحلة القادمة وبحسب مؤشرات التسوية السياسية يتوقع أن تشهد فيها تطوراً كبيراً خاصة إذا جاءات حكومة مدنية كتلك التي كان على رأسها الدكتور عبدالله حمدوك.
وبصفة عامة فإن سودانير أمام لحظة فارقة ونقطة تحول كبرى في مسارها وعودتها مثلما كانت بدأت ملامحها تلوح في الأفق.