سهير الرشيد تكتب : الرشيد مهدي مسيرة فنان يعرف كيف يستنطق الصورة
#الرشيد_مهدي (رائد التصوير الفوتوغرافي) ..
ولد بقرية مورة بالشمالية اوائل الثلاثينات انتقل مع والده الى عطبرة وعاش فـترة فى قرية المكايلاب ، درس الاولية بمدرسة الشرقية بعطبرة ، ودرس الوسطــى بمدرسة الصنائع بامـدرمان وتخرج فيها وكان اول الدفـعة وكــــان نجاراً ، ثم التحـــــق بعــــدها بورش السكة حـــديد عــطبرة عام 1949
بدا هوايته التصوير الفوتوغرافى في العام 1946م وكان اول سودانى يقتنى الة تصـوير فوتوغرافى ويصـور بها وكانت الكاميرا (الالمونيت) كامـيرا التصوير فى الشـارع والتى اشتراها من احد المصورين الاغـــريق انذاك التى كانت مسـتخدمة فى بعض البلاد العــربية كمصر . صور بها صـور تاريخة كثيرة لمدينة عطـبرة القديمة
أول من وثقت له كاميرا “الرشيد” هم قادة وعامة الحركة العمالية، نقابة وعمال السكة الحديد ومنهم على سبيل المثال “ياسر أمين” و”المحلاوي”، وصور تاريخية لـ(عطبرة) القديمة، كما أن الانجليز كانوا كثيراً ما يدعونه لتصوير مناسباتهم، وصور بعض قياداتهم وعلى رأسهم السير “جيمس روبروتسون” السكرتير الإداري لحكومة السودان، إلى جانب عدد من القيادات السودانيين، أمثال الزعيم “إسماعيل الأزهري” و”المحلاوي” و”مبارك زروق” وأغلب السياسيين الذين زاروا (عطبرة) مروراً بحكومة الرئيس “عـبود” و”عبد الله خليل” و”يحيى الفضلي” و”الصادق المهدى” والرئيس “نميري”، كما لديه صور نادرة لأول طيارين سودانيين وكثير من رجـالات الجيش والشرطة القديمة والحديثة. وكان هنالك الكثيرون من الذين يتوافدون لمدينة عطبرة من أجل التصوير ، وكان من الفنانين الذين خضعوا لعدسته “العطبراوي” و”أبو داؤد” و”الكحلاوي”، أما الزعماء الأجانب منهم الصومالي “جهاد بري” و”دقادميرا” زوج الملكة “إليزابيث” و”جمال عبد الناصر” وعضو الثورة المصرية “صلاح سالم”.
قام الرشيد مهدي بانشاء اول استديو للتصـوير الفوتغرافي عام 1952م كاول سوداني يفتح استوديو للتصوير الفـوتوغرافي . كان يراسل كــوداك لـندن ويشترى منهم مواد التصــوير الفوتوغرافي المختلفة من افـلام وورق ومواد التحميض وخلافه ، وكانت شركة كــــوداك لا تبخل عليه بالمعلومات المختلفة ، وقد كانت اول زيارة للرشيد مهدى لشركة كوداك مصر عام 1957 وكانت هذه اول مرة يسافر فيها لخارج السودان فذهلوا لمتســواه وقالوا انه لا يحتاج الى شى جديد وكما قالوا انه من احسن المصـورين الذين اخرجتهم الامبراطورية البريطانية التى لا تغيب عنها الشمس انذاك .
لم يقتصر طموح أول مصور سوداني على الصور الفوتوغرافية، بل نزع نحو تطوير إمكانياته، ” فقد كان والدي رجلا متطلعاً ليست لطموحه حدود، وكثيراً ما نازعته نفسه الأمارة بالبحث والتقصي لإنتاج أعمال سينمائية، وقد كان له ذلك حيث قام بتصوير أول فيلم روائي سوداني وهو (آمـــــال وأحلام) الذي بـــــدأ تصــــويره في أوائل الســـتينيات من تأليف “الرشيد مهدي” وإخراج الأســـتاذ “إبراهـــيم ملاســي” وعُرض بدار السينما (أم درمان الوطـــنية) وكثير من الدور بمدن السودان.
هذا الفيلم تم تحميضه بمعامـــــل (دوناتو) بـ(مـيلانو) بايطــــاليا ونـــــال شهادة. وبناءً على ذلك مُنح “الرشــيد مهــــدي” قطـــــعة أرض لبناء أستوديو (الرشيد السينمــائي) بمدينة (عطبرة) استورد له جميع معدات الســـينما الـلازمة بدءاً من كاميرا تصـــــوير وأجـــــهزة التحــميض والصوت والطباعة وحتى العــرض والشاشة.
ولـ”الرشيد مهـــدي” عدد من الأفلام الوثائقية، أيضاً سيناريو فيلم (الشمس المحرقة) وهـو فيلم يحكي عن بطولة الشعب السـوداني بداية من ثورة اللواء الأبيض 1924م وهو مجاز ومسجل بالمصنفات الأدبية منذ عام 1982م، وقد أشاد به الدكتور المرحوم “محمد إبراهيم أبو سليم”.
وبجانب كل ذلك قام “الرشيد مهدي” بإنشاء مطبعة تحمل أسمه وذلك في عام 1958م بمدينة (عطبرة) كأول مطبعة في الولاية الشمالية، وكانت تقوم بأعمال الطباعة المخــــتلفة.
هذا هـو الرشــيد مهدى الرجل العصامي الذى نشا معتمدا على نفسه استطاع بعون الله ان يكون نجما فى سماء القمة فاصــبح اول فوتوغـرافياً فى السودان ثم صاحب اول فيلم سـوداني روائى طويل يعــرض فى الشاشة وصاحب اول مطبعة فى الشمال واصبح رمزا مـن رموز الاعلام فى السـودان الحبيب .
توفـــى رحمــه الله فـــى الســـابع عشـــــرمن رمضــــان 1429 الموافق الاربعاء 17\9\2008م تغمـده اللـــه بواسع رحمـته وتقبله بقــبول حســن وجعـــــل الجــــــنة مثواه اللهم امين
..
السفيرة..
سهير الرشيد مهدي
المدير العام لنبض المهاجر للانتاج الإعلامي والفني