منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

سرقة ٢٥ كشاف إضاءة من مقابر بكسلا..أين أخلاق الهمباتة

كتب : صديق رمضان

حينما تم إتهام طه الضرير بسرقة أساور امرأة استفزه هذا الأمر أيما استفزاز بل واعتبره إساءة وإهانة بوصفه همباتي له أخلاق فكان أن أنشد بكلمات بسيطة تكشف عما اعتمل بداخله من غضب :
أخوك يا السمحة ثقاف الخلا العتمور
وأخوك يالجاهلة ختار الجدي المديور
كان اسرق سوارك أدور لي فيهو سرور
حكاية تضحك النعجة وتبكي التور

ولو عاش طه الضرير إلى زماننا هذا وشاهد أفراد عصابات 9 طويلة وهم ينهبون الفتيات والنساء وكبار السن بجراءة وبجاحه ودناءة لفرضت عليه الحسرة سيطرتها ولزرف دماً بل دمعاً.

ويبدو أن التدهور الذي أصاب المجتمع السوداني قضى على كل القيّم والأخلاق التي كان يمتلكها في زمن نضر حتى الخارجين عن القانون، فالهمباتة ورغم أننا لانؤيد ولانشجع فعلهم إلا أنهم كانوا رجال حتى في النهب، كان لا يسرقوا فقيراً أو ينهبوا أموال أيتام ، وإن كثرت، ولا
يسطون على أموال النساء والعجزة، مهما كانت قيمتها وكانوا يتسارعون لنجدة الملهوف، لذلك قالوا:
كم فزعاً خمينا بيضة سنو
والقال ياب مروة انحنا تب لاحقنو
والعادي الضعيف نحن بنكمل جنّو
ياريت السيوف كان تحكي بالفاعلنو

ولو عاش ودضحوية والضرير وعلما بسرقة لصوص لعدد ٢٥ كشاف من مقابر الحسن والحسين بمدينة كسلا لتعجبا من ماوصلنا إليه من سوء حتى على مستوى الجريمة.

وسرقة المقابر لم تعد بالأمر الغريب رغم أنها كانت تقتصر على الشواهد والأسوار ولكن أن تصل إلى سرقة كشافات الإضاءة وحتى الدرداقة التي يتم استعمالها في نقل الطوب للقبور فإن هذا لانعرف أين موقعه من الإعراب، هل تطور في الجريمة أم تراجع فيها بمقاييس أخلاق الهمباتة.

وعن هذه الحادثة كتب الزميل منزل زكريا:”كسر اللصوص سياج لأحد القبور وتم استعماله سلم للوصول لكشافات الإنارة، في تعدٍ واضح على حرمة القبور، حيث شهد الإتجاه الجنوبي الشرقي لمقابر الحسن والحسين هذا العمل الإجرامي، وسطا فيه اللصوص على أكثر من ٢٥ كشافة إنارة ودرداقة تستخدم في نقل طوب الدفن وأدوات حفر، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.

وعلي قول طه الضرير عليه الرحمة:” حكاية تضحك النعجة وتبكي التور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى