سقطت قناة النيل الأزرق سقوطاً مريعاً بالإنتاج الإعلامي الخالي من الضبط، والذي ربما يكون سبباً للانجراف بالقيم والأخلاق السودانية للتحرر اللفظي الذي لا ننشده إطلاقاً، وهو ما اتضح جلياً من خلال إطلالة الفنانة انصاف مدني التى وجهت خطابها حول الإنجاب، وما إدركما الإنجاب.
إن سقوط إدارة قناة النيل الأزرق بما قدمته يتطلب (إزالة تمكين) لعمار شيلا عاجلاً وليس آجلاً، فالخطاب الإعلامي عبر الشاشة الزرقاء أصبح خطاباً سطحي الطرح، ويعتمد في الغالب الأعم على الإعداد الضعيف الهادف لجذب المتلقي بشكل غير منطقي، وان كان ذلك بقصد، فإنها مصيبة، وان كان بغير قصد، فإن المصيبة أكبر بكثير.
إن الإثارة الإعلامية في قناة النيل الأزرق يجب ضبطها بما يتوافق مع معايير المجتمع السوداني، لأنها تجاوزت الحدود كثيراً، والشاهد على ذلك ما حدث من الفنانة انصاف مدني التى استلت لسانها من بين فكيها وطعنت به الناس بالإستخدام (السالب) لالفاظ مستفزة للقيم والأخلاق السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية.
لا أريد أن تخلو قناة النيل الأزرق من الإثارة الإعلامية المشوقة للمشاهد، ولكن يجب أن لا تكون (مبتذلة)، وتتحول بالجهل إلى مغذي للقضاء على العادات والتقاليد السودانية.
لا استغرب نهائياً إن تظل قناة النيل الأزرق في موقع دوني من حيث ترتيبها بين القنوات الفضائية السودانية، لأنها لا تضبط الخطاب الإعلامي، لذلك اراها تحوز على مركز متأخر بين القنوات الفضائية السودانية.
ما حدث في إطلالة انصاف مدني يستوجب أن يقدم عمار شيلا استقالته، فالخطاب الإعلامي مسؤولية اجتماعية والتزاماً أخلاقياً تجاه الآخرين.