منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

زهيرالطيب بانقا يكتب : في رحيل الموسيقار / محمدالامين ( العيون روياااااانه تبگي)

قال تعالي( وبشرالصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون )صدق الله العظيم
كل شئ يولد صغير ويكبر إلا المصائب تولد كبيرة ثم تصغر ويالها من مصيبة وياله من امتحان عصيب وفقد جلل ولكن من لطف الله علينا انه يلهمنا الصبر والثبات والحمد علي كل حال والرجوع إليه ولحكمه وحكمته وحسبنا الله ونعم الوكيل ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
نعم الما بموت وين بفوت ايماننا القاطع وقناعتنا ان كل من عليها فإن والباقي هو الله وكل نفس ذائقة الموت الصبر علي مرارة الفقد والدعاء لمن رحل وبشرنا الله سبحانه وتعالى في قوله
( اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون )
رحيل القامة الفنية والقيمة الابداعية نيلنا المنساب فنا وجمال الموسيقار محمدالامين فقد عظيم وخبر موجع واحساس يفوق طاقة احتمالنا ويصعب علينا ترجمته بالعبارات لان العبرة تفوق العبارة والالم يفوق حد الوصف والاحتمال ومهما اوتينا من لباقة ومعاني لن نستطيع ان نحكي ما نحسه ونشعر به من ألم ووجع ومن أهات فالموت لا يعرف صغير ولا كبير لا يعرف غني ولا فقير لا يعرف ملك ولا مملوك فعلينا جميعا ان نعد العدة للرحيل
استاذي محمدالامين حروف اسمك عقد معقود بخيط النور وزفاف عاشقين بعد فرقه وسط فال ودعا الطيبين
اهلي في السودان من شدة محبة الله لهم زادهم امتحان ووجع فالكل مكلوم ومجروح ومحزون علي الوطن يضاف لهذه الجراح والاحزان جرح اعمق لفقدنا لعميد فننا وركازته وكبيرنا الذي علمنا الفن وسحرنا بجمال اختياراته والحانه الباشكاتب الذي صال وجال ودوزن وهذب وادهش وابدع وابهج وابكي وافرح كل العشاق لفنه
حروف اسمك يا ابواللمين جمال الفال وراحة البال وهجعت زول بعد ترحال وتنية حلوه للشبال
سرالجمال الذي يسكن هذا الأسمر المثمر عميق ومتأصل مربوط بالنشاة والخضرة والنضرة والنفاجات المفتوحة في الدواخل نعم انها ودالنعيم وانها النعيم والجذور والمنبت والأصل لكن قناعتي ان أمثال محمدالامين كل السودان عنده ودالنعيم وودمدني التي اشتهتها روحه
مالو اعياهو النضال بدني
روحي ليه مشتهيه ودمدني
ليت حظي يسمح ويسعدني
طوفه فد يوم في ربوع مدني
كم كنا نتمني ونحن في قمة حزننا ان نطوف بك كل ربوع السودان ونحملك علي الأعناق ونودعك وندعو لك ونواري جسدك في دار ابوك ومتعتك وعجنك ودمدني لكنها إرادة الخالق وحكمته
وقبل ما تمر ليلة وااااااحدة بحرارة الشوق غمرنا
ياااااااااه كأنك تغني لنفسك ولما يفعله فينا رحيلك المر
وين حنهرب منو ويييييييييييين الحياة صعبة علينا وبي أثر فقدك شعرنا
شوفت كيف حبك حياتنا
انت ياالحبك حياتنا
وهنا يطرح سؤال كبير بلا اجابة
وكيف بدون حبك نكون؟
موش انا البحتاج ليك وحدي بل كل السودان يحتاج ليك بشدددددة
ومافي عيشه بلاك بتبقي ومافي نشوة ومافي ريد لانو الهوى الجنبك عرفناهو
وخبرناهو وعشقناهو وحفظناهو عاطفة ملتهبه وجنووووون
وتعرف ياابو اللمين اني بريدك بريدك كلمة كان رفت يهش ثغر النجوم ويسطع
ياالصحيت جراح الماضي بفقدك وعادت كل رعشة خوف واردد معاك
مافي زول غيرك يهل
ومافي بلاك نور يسطع
وعاجز انا وما قادر اقول فيك الكلام الما انكتب واجلي المقاطع بالدهب يالفارد صباح حسنك وشاح يا بدر قلعتنا وجوهرة غنانا الطااااااعم
كلنا مفجوعين ومتالمين كتير ما شويه لفقد الحبيب وداللمين لانو لما يغني يقيف كل الزمن ويسمع
فنان بختار كلماته بعناية ويكسوها من ألحانه ويخرجها في تأني شامخة في كامل زينتها وروعتها كما العروس وتدخل كل البيوت عبر حنجرته وتشكل الوجدان وتصبح جزء من المزاج السوداني بل هي البتعدل المزاج
رحلة عمر ومشوار طويييييل مشاهو أبو اللمين من ود أزرق وموسيقي البوليس وامدرمان متحملا صعاب ومتاريس زللها بصبره وصموده واصراره وبصيرته وموهبته فكانت البدايات نهايات بمعني
كيف لشاب في عمرالعشرين بفعل ما فعل محمدالامين في ستينيات القرن الماضي ويكفيه فخرا اكتوبرياته المدهشة
اكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
مااعظم غضبك يا شعبي
ما أجمل حبك يا شعبي …
وما أجمل فنك يا شعبي وما أصدق حبك يا استاذي فضل الله محمد وما أروعك يا وداللمين
زول زي دا يغني هكذا أغنيات ويلحنها ويقدمها بكل ثقة وثبات وحيوية منتظرين منو شنو غير انو يجننا ويرتبنا ويسعدنا ويبهجنا ويجهجه باكاتنا خلال مسيرته المستتتتتتفه بالدرر الغوالي
وحقيقة صعب المهمة علي كل من جاء بعده وكأنما يقول لجيل الشباب اليوم يا تغنو كدا يا بلاش
وفي العام 1968م ورانا الطفا النور منو فنيا وظلل القزاز ورفعو كمان عندما كتب الأستاذ هاشم صديق الملحمة أو قصة ثورة فسطر اسمه واسم السودان باحرف من نور
شوف كيف لحن هذا العمل الكبير وكيف اختار الاصوات التي شاركته هذا العمل الوطني الكبير
قسما قسما يا اكتوبر
نحمي شعارك نجني ثمارك
ونرفع رأية الثورة العالية
عالية ترفرف فوق السارية
عليها شعار الثورة الأكبر
هكذا كان الفن وهكذا كانت رسالته وهكذا كان الابداع وكانوا كبارنا سيوف امجادنا ومجدنا
ومشهد ابواللمين وهو يحتضن رفيق دربه الفنان الكبير خليل اسماعيل ويبكي علي تلك الأيام والاستاذة ام بلينه السنوسي تغالب في دموعها خير دليل علي صدقهم الفني واحساسهم العالي
ولم يكتفي ابواللمين بذلك بل زاد طينته الفنية بله وجمالا آخر مع شاعر الشعب محجوب شريف
بالسودان مواقفنا
وللسودان عواطفنا
ولما تهب عواصفنا
ما حيلة قوانينك
مساجينك مساجينك مساااااجينك
وانا ارتب لسهرة مشارب الجمال علي قناة الخرطوم في رمضان قبل الماضي اتصلت به طالبا منه الاطلالة عبر هذه السهرة وتتبع مسيرته فقال لي جددددا يا بانقا بس خلينا نفكر في المحتوي في هذه الظروف وقد كان اتفقنا علي انتاج سلسلة من الحلقات تناولنا فيها المنتوج الوطني في مسيرته الغنائية وكانت النتيجة والناتج حوار مثمر واغنيات كبيرة سرد مناسباتها وظروف تلحينها وتفاصيلها الصغيرة وسجنه وغيرها من المواقف.. وكان هذا وبكل الفخر والاعتزاز آخر توثيق تلفزيوني لأستاذ الاجيال جلسنا إليه تادبا وحبا وعشقا وطاب لنا الجلوس..
هكذا هو الموسيقار محمدالامين يشكل اضافة لاي عمل يشارك فيه ولاي شخص يظهر معه
وعندما تقترب منه تكتشف قيمته وقيمة ان تكون فنان بقامة محمدالامين وان تكون عازف ضمن فرقة محمدالامين فهذا جواز عبور وشهادة علمية وعملية منحك لها هذا الهرم لانه لا يجامل في فنه ولا يتردد في قولة لا ان تعلق الأمر بالجودة وعادي يعيد تسجيل العمل الغنائي اكثر من مره والكل مبسوط ومنتشي بالاعادة
وحكاية الهوي الاول بنحكيها
بدايات الغنا الطول بنغنيها
سألته يا استاذ شنو الصرامة دي ( يا تغنو انتو يا أغني انا ) فضحك وصمت قليلا يا بانقا انا بغني لي منو موش لهذا الجمهور فقلت ليه نعم فقال لي في أغنيات ممكن الجمهور يغنيها معاي وانا بكون سعيد بذلك لكن في أغنيات كبيرة وفيها جمل لحنية معقدة وكل مره انا بغنيها بشكل جديد فلما يغنوها معاي بالشكل القديم بيحصل تشويش …
قفل واحتفل الكبير كبير يا عمك انت فعلا سيدا وانت فعلا مكنة وانت فنان مالك زمام فنه وامره ومن غير محمدالامين يقدر يقول كدا لهذا الجمهور العريض ويتقبلها الجمهور ذلك ويتدافع في الحفل القادم ويكون العدد اكبر من القبلو دا الباشكاتب ياناس دا مدرسة بل جامعة لوحده ويصعب تكراره ويصعب كمان ترديد حتي اعماله
والموقف دا براهو اصبح أغنية والناس عملتو نغمة ياخ مسخ الغنا من بعدك وأنكسر وتر المغني
وما بنضوق في الدنيا متعة
وكل زول غيرك نملو
لو تسافر دون رضانا
بنشقي نحن الدهر كلو
يشهد الله يا ابواللمين درب الريد معاك أخضر وبنريدك كل يوم اكتر
ونحاول مره بس ننساك
عشان يا غالي نتذكر
وبيك نفرح وليك نغني
محمدالامين منذ نشاته كان من طينة الكبار احمدالمصطفي وعثمان حسين والكاشف وابراهيم عوض ووردي وكابلي وابو داؤود وكل كبير في الفن تشبع باغنياتهم وبابعاد هذه الاصوات وسطر لنفسه ولمسيرته خطها واسلوبها وطريقها المختلف
وعندما يشارك الزملاء في اداء اغنياتهم يدهشهم ويدهش جمهورهم الذواق وفي الذاكرة الان تلك اللوحة التي رسمها مع فنان افريقيا العملاق وردي فعندما صدح وقال ( قلبي الحااااااااااااااااابيك ما خان لياليك مابدل حبو ابدا ما إتنكر ليك )كنت لحظتها انظر في وجه وردي وتعابيره التي تقول شكرا يا حماده شكرا علي هذا الجمال شكرا علي هذه الروعة وفي المسرح القومي من شدة ما انبسط منو قال ليهو ان شاءالله في خمسينك يا حماده لان الاحتفال كان بخمسينية وردي لحظتها كادت قلوبنا تطفر من مكانها وازدادت دقاتها وامتلأت عيونا بدموع الفرح والفخر بان حواء فننا ولووود
وبالله عليكم ما متذكرين لما طلع وشارك دعبدالقادر سالم مكتوووووول هوااااك يا كردفان عبدالقادر ذاتو قال ليه ما تسكت واصل ياخ الغنا عندك معسول لذيييييييييذ
وذكر لي دكتور عبدالقادر هذا الموقف واثر هذه المشاركة والدفعة والدفقة المعنوية
محمدالامين يعني الوفاء يعني الصدق الفني يعني الاخلاص يعني التجويد يعني الكاريزما يعني الاناقة يعني قمة الطرب يعني النكتة وخفة الدم يعني حلم الأماسي يعني زورق الألحان يعني انفعالات ليها ابعاد يضحك الحان ويبكككككككي اشعار
وهاانا اناديك اليوم مع حنلقي واقول
تعال تعال تعال فرح ليالينا وتعال قبل السنين تجري وما بنغني وراك كلمة وما بنشوف البهجة تاني
هذا المبدع المفن صاحب الكم والكيف ستف دواخلنا بجمال اغنياته وستف مكتبة الاذاعة والتلفزيون باعماله ولقاءاته التي لا تمل
زاد الشجون وسوف ياتي وطائر الاحلام وبتتعلم من الأيام وغربة وشوق وخمسة سنين وحلم الأماسي وودمدني والجريدة واربعة سنين وهمس الشوق وبدور القلعة ورجع البلد وقصة ثورة ومساجينك والمتاريس وكلام للحلوه وطائشة الضفائر وما أجملك وواسمر وحرمان وسابينا ومن غيرك وغيرها من الدرر والجواهر التي حفظناها ورددناها معه
وفي مطالع الختام لزاما علي ان اترحم علي كل الذين شكلوا معه هذه المسيرة وللاحياء منهم التحية والتقدير من لدن
خليل فرح وابوصلاح ومحمدعلي جباره ورضوان محمداحمد وفضل الله محمد وهاشم صديق وخليفه الصادق وحلنقي ومحجوب شريف وصلاح حاج سعيدوابوامنه حامد ومبارك بشير ومعتصم الازيرق ومبارك حسن خليفه وسيداحمدمكي وبدوي بانقا وعمر محمودخالد ومعاويه السقا وغيرهم
رحم الله استاذنا الموسيقار محمد الامين رئيس اتحاد الفنانين الاسبق رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنان
والتعازي للاسرة الصغيرة زوجته الأستاذة سعاد وغسان واخوانه ولكل الأسرة في ودالنعيم ودردق وودازرق وودمدني وكل الجزيرة بل كل السودان ولكل محبي فنه في بقاع الأرض
وإن جاز لي أن أقول ان أفضل من كتب عن مسيرة محمد الامين هو محمد الامين نفسه
يا حبيبي ما أجملك
يا حبيبي ما أروعك
إنسان وفيك صورة ملاك
🖐️اها يا الحبيب في وداعة الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى