في تلك الرحلة التي بدأنا نقودها لسنوات نحو دائرة الحقيقة غالبا مانصاب بفترات من التذبذب الذاتي،تجرنا إلى طيف المنطق الحسي للوجدانية وتدفعنا لخوض معركة مع الأنا الأعلى الداخلي يعزّ الخروج منها بالإنتصار ولو كان رمزي في ظاهره فقط،لكن المجتهدون من سيرون النور في نهاية ذاك النفق المعتم !.
هذه الإسقاطية تصلح لتكون لبا لقصة المثابر الذي لطالما بقيت البلاد في أمس الحاجة إلى من ينتشلها من بوابة الهاوية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط فيها،مسخرا جُل إمكاناته لإخراجها إلى بر الأمان،شخصية السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ذاك الإنسان الذي لم يبخل يوما من يعطي الأولوية للمنسيون من المواطنين في اصقاع البعيدة من هذه الديار خلال العقود الماضية.
بالأمس قام سيادته بزيارة إلى كسلا “شرق السودان”لأداء واجب العزاء في وفاة العمدة احمد حامد عقبة الذي استشهد قبل ايام في حادث سير رحمة الله تغشاه،وخلال مخاطبته حشدا جماهيرا بمنطقة ود شريفي ريفي كسلا في تأبين الفقيد وبعد ان استمع من جهات الإختصاص إلى تقرير مفصل حول الأحوال الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والتنموية دعا سيادته اهل الشرق إلى نبذ المخربين والمفتنين وأن يكونوا يدا واحدة،مؤكدا أن مواطني الشرق جميعا مرتبة واحدة”ليس هناك تحدي لقبيلة على قبيلة اخرى وإنهم جميعا عرفوا بالوفاء والكرم والشهامة،داعيا إلى استغلال قوتهم الإجتماعية والقبلية في تنمية وإستقرار الشرق.
دقلو اعلن التبرع بإنشاء بئر ماء ومدرسة في منطقة ود شريفي تخليدا لذكرى الفقيد إلى جانب تنفيذ المشروعات الخدمة كافة التي تحتاجها المنطقة.
هذا الزيارة ووفقا للمعطيات الراهنة سيكون لها إنعاكس إيجابي على استقرار الشرق خاصة وأنها حملت الكثير من البشريات فيما يتعلق بالجوانب الخدمية والتنموية التي تعد واحدة من الأدوات الفاعلة في ترسيخ قيم التسامح والسلام بين المكونات وهو ماكان يفتقر إليه الشرق كبقية أطراق السودان طيلة العقود المنصرمة.
