في تطور ميداني مهم ضمن العمليات العسكرية الجارية بالعاصمة السودانية، عثرت القوات المسلحة السودانية على منظومة تشويش إلكتروني متطورة داخل أحد المنازل التي كان يشغلها قائد بارز في مليشيا الدعم السريع وسط الخرطوم، وتُقدّر قيمة المنظومة بنحو 5 ملايين دولار أمريكي.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن المنظومة التي تم العثور عليها كانت مخبأة داخل منزل يتبع لأحد القادة الميدانيين المهمين في المليشيا، ويقع في منطقة استراتيجية وسط الخرطوم. وقد تمّت مصادرة المعدات ونقلها إلى جهة مختصة لتحليل محتواها وتقييم مدى استخدامها في العمليات العدائية التي كانت تنفذها المليشيا في العاصمة ومحيطها.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن المنظومة التي تم العثور عليها تفوق تقنيًا مستوى التجهيزات المعتادة لأي جماعة مسلحة، ما يثير تساؤلات حول الجهات الخارجية التي قد تكون قدمت الدعم الفني واللوجستي للمليشيا. وتسمح هذه المنظومة بالتشويش على الاتصالات اللاسلكية والهواتف المحمولة وأجهزة الإرسال، بل وقدرتها على تعطيل أنظمة الطائرات المسيّرة والمراقبة الجوية.
مصدر أمني بارز في القوات المسلحة أكد أن هذا النوع من الأجهزة لا يتوفر إلا لدى جيوش نظامية متقدمة أو عبر قنوات استخباراتية دولية، ما يعزز فرضية تورط جهات أجنبية في دعم المليشيا بمعدات متطورة، ضمن خطة منظمة لإضعاف الدولة السودانية وزعزعة استقرارها.
وأوضحت المصادر أن فريقًا من الخبراء العسكريين المختصين في الحرب الإلكترونية باشر عملية فحص المنظومة وتحليل محتواها التقني، وذلك للتأكد مما إذا كانت قد استخدمت في عمليات ميدانية بالفعل، خصوصًا في ضوء الهجمات التي استهدفت مواقع استراتيجية للجيش السوداني خلال الأشهر الماضية.
