خيانة متوارثة…. بقلم الكاتبة اليمنية/ليلى الحيمي
أتقول لي:لما الخيانة في قاموسُنا معتاد…..
فأقول لك: نحن صنعناها وتغذينا عليها أيام……
ونُربي عليها مئات الأجيال…….
صغيرنا، كبيرنا، رئيسنا،مرؤوسنا…..
وحتى جيراننا بل وداخل البيت الواحد منه مئات العشرات……..
خيانة موروثة منذ القدم………
تربيّنا عليها منذ الصغر……..
نحّملُها لأحفادنا إلى الممر…….
فقدسُنا خنانهُ منذ الصغر، شُامنا يُمننا،عِراقنا،وحتى السودان هو الآخر في المحك……
وغيرها الكثير الكثير لا يُزال على اللهيب…..
فما بالُنا نحن منهم لنترك سُلطاننا وراءنا؟…..
سُيعِيبُنا التاريخ وحتى جَدُنا المعتوه في تُرابُنا…..
فصمتُنا سُلاحنا في حِربُنا المضّمور…..
فما حِيلتُنا سوى البكاء والنحيل كنساءُنا المريض…..
وكلام يجرهُ كلام…….
وما يُعطينا الكلام إلا الكلام….
فنأكل الكلام صباحاً مساءً..
ونعيش به حتى الممات……
فلا فعلاً كان منّا ولا خيراً رأيناه عنّا….
وأقصرُ ما يُقال عنُا بأنّا أسياد كلام…..
فنكتبُ تغريدةً، وبيتً قصير، ونخرج في الشارع نصرخُ عويل….
فهلاّ سمعتمُ يوماً بأن الكلامَ يصنعُ طحين؟…..
سنخرجُ،سنمضيُ،سننتصرُ،…….
وهكذا بقية تبريرُنا لخيانتنا المُميت……
وما كان عمرٌ قائلاً قولاً إلا وأتبعه بفعلٍ ٍمجيد…..
وما المعتصمُ كان بعيد……
ليخرج يوماً بجيشٍ عظيم…..
لصرخة ضعيف كان وحيد….
فخزيِاً علينا وعارٌ وعارٌ…..
سنبقى خونة وإن قلنا بأنّا لِسنا عبيد…..