حقق تقدمًا استراتيجيًا وكبد المليشيا خسائر فادحة.. الجيش فى بحري .. الضربة القاضية
تقرير :رحمة عبدالمنعم
حققت القوات المسلحة إنجازًا عسكريًا جديدًا في مدينة بحري، حيث تمكنت في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء من السيطرة على أبراج السلطان حسن برقو، والتي تُعد من أهم مراكز القناصة وأجهزة التشويش التابعة للمليشيات، ويُعد هذا الموقع أحد أبرز معاقل المليشيا في المنطقة، إذ يتألف من سبعة طوابق وأربعة أبراج بالإضافة إلى مخازن تحت الأرض.
أبراج السلطان
وشهدت مدينة بحري فجر أمس الأربعاء تقدمًا كبيرًا للقوات المسلحة، حيث استطاعت تحقيق انتصار استراتيجي في عدة محاور حيوية ،في خطوة وصفها العديد من الخبراء العسكريين بالـ “حاسمة”، تمكن الجيش من السيطرة على أبراج السلطان حسن برقو، التي تعد من أكبر المراكز العسكرية المتمركزة للمليشيات في المنطقة، هذا التقدم لم يكن مفاجئًا فحسب، بل كان بمثابة ضربة قاصمة للمليشيات، حيث تمت السيطرة على أبراج السلطان الفندقية التي تضم عشرة طوابق في شمال شرق شمبات (درة الحلفايا)، والتي تطل مباشرة على شارع الإنقاذ
تأتي هذه الخطوة بعد القضاء التام على مجموعة من القناصة المتمركزين في الأبراج، لتمنح القوات المسلحة مساحة واسعة للانطلاق نحو تقاطع المؤسسة مع السكة الحديد، وهو نقطة حيوية تؤدي مباشرة إلى سلاح الإشارة في قلب العاصمة، من خلال هذه السيطرة، أصبح الجيش قادرًا على الربط بين قواته المنتشرة في كرري، الكدرو، وحطاب، وبين القيادة العامة عبر سلسلة من المحاور الميدانية المحورية، مما يُعتبر نقلة نوعية في عمليات الإمداد والاتصال العسكري بين مختلف الجبهات
وأضاف مصدر عسكري مطلع، في تصريح خاص لـ “الكرامة”: تزامنًا مع صلاة الفجر، قام الجيش بهجوم محكم على أبراج السلطان في شمبات، وهو ما تم استغلاله بشكل فعّال، إذ تم القضاء على القناصة وتدمير مخازن أسلحة المليشيا التي كانت تُستخدم ضد القوات المسلحة”
وتُعد السيطرة على هذه الأبراج نقطة فارقة في مجريات المعركة، حيث كانت المليشيات قد اتخذتها نقطة استراتيجية لإعاقة تقدم الجيش نحو حي البراحة وسلاح الإشارة، ما جعل هذا الانتصار يُعزز من الوضع العسكري بشكل كبير ويُفشل محاولات المليشيا لتعطيل تقدم القوات المسلحة.
اشتباكات داخلية
وفي إطار المعارك الدائرة في مناطق متفرقة من بحري، شهدت الاشتباكات بين أفراد المليشيا نفسها تصعيدًا غير مسبوق، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أمس الأربعاء بين أبناء المسيرية والماهرية في منطقة شارع الإنقاذ بالقرب من مطاحن ويتا ولفة الشكري.
الاتهامات المتبادلة بين الطرفين كانت محور هذه المواجهات، حيث اتهمت الماهرية أبناء المسيرية بالتخاذل وعدم القتال معهم، مما ساهم في تسريع تقدم القوات المسلحة في مناطق مهمة، وقد أشعل هذا الاتهام غضب أبناء المسيرية، الذين سبق لهم أن تعرضوا للتمييز في صفوف المليشيا من خلال تهميشهم في الحصول على المناصب القيادية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة القبلية.
في هذا الصدد، قال الصحفي المختص بالشؤون الأمنية، عبدالوهاب جمعة لـ “الكرامة”:تؤكد هذه الاشتباكات أن الخلافات الداخلية بين المليشيات باتت تعرقل تقدمهم، وهو ما يساهم بشكل مباشر في تسهيل تقدم القوات المسلحة ،ويجب استغلال هذه التصدعات للسيطرة الكاملة على مدينة بحري.
خلفية التوترات
لطالما كانت الخلافات بين أبناء المسيرية والماهرية مستمرة، إذ يُعتبر تهميش أبناء المسيرية في توزيع المناصب داخل المليشيا أحد العوامل الرئيسية وراء هذا التوتر المستمر. تتهم مصادر مقربة من المسيرية أن لجنة “الظواهر السالبة”، التي تشكلها المليشيا، كانت وراء اعتقال العديد من أبنائهم وتصفيتهم، ما أثار موجة من الغضب داخل القبيلة.
وذكر المحلل السياسي والعسكري، العميد المتقاعد حسن عبد الله، في إفادته لـ “الكرامة” “ما يحدث بين المسيرية والماهرية هو تجسيد للصراعات القبلية التي تفتك بالمليشيات، وهي ظاهرة ليس فقط من شأنها أن تضعف الصفوف الداخلية بل تزيد من تسهيل عمليات الجيش على الأرض..حد قوله.
تقدم الجيش
في تطور جديد، تواصل القوات المسلحة تقدمها بشكل ملحوظ في محيط بحري، حيث أصبح الجيش على بُعد خطوات من السيطرة الكاملة على المنطقة، ويقترب من تأمين العديد من النقاط الاستراتيجية التي كانت تُعتبر نقاطًا عسكرية محورية للمليشيات، وتشير التقارير الميدانية إلى أن الجيش يعمل على تقسيم المنطقة إلى خلايا متعددة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الأمني ووقف تمدد المليشيات في الجيوب المتبقية
من جانبهم، أشار خبراء عسكريون إلى أن سيطرة الجيش على أبراج السلطان تمثل تحولًا كبيرًا في سير العمليات العسكرية، وتتيح له فرصة الربط بين عدة جبهات في العاصمة،ووفقًا لـ المحلل العسكري عادل حسن، الجيش اقترب من تحقيق هدفه الرئيسي، الذي يهدف إلى تأمين العاصمة وتأمين حركة الإمداد بين القوات المنتشرة في مختلف المناطق ،وستلتقي عدة جيوش مع بعضها قريباً..حسب تعبيره.
مواصلة الانتصارات
يواصل الجيش جهوده لتحرير بحري بشكل كامل وتهيئة الأرضية لانطلاق العمليات العسكرية نحو المزيد من المواقع الاستراتيجية في العاصمة، وتؤكد المصادر العسكرية أن هذه الانتصارات تأتي في وقت حساس، حيث يُعمل الآن على ربط الجيوش في كرري والكدرو وحطاب بمركز القيادة العامة للقوات المسلحة
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين عناصر المليشيا في العديد من المناطق، لكن تظل القوات المسلحة على المسار الصحيح نحو تحقيق مزيد من التقدم العسكري في الساعات والأيام القادمة.