مقالات

حسين خوجلي يكتب: غزة والسودان ليس الفرق في النوع ولكن الفرق في المقدار

أعلنوها صراحة في غزة منتجعا سياحيا وفنادق يستمتع بها الأرستقراطيون ويديرها ترامب. نعم قالها بصراحة نريد غزة خالية من السكان وبدأت خطة التنفيذ على يد الجيش الصهيوني على يد نتنياهو
قتل وهدم وتصفيات وتجويع وطائرات مقاتلة تملأ الفضاء ضجيجا وتملأ الأرض حريقا.
ويكتب على الفلسطينيين الإبادة الجماعية والترحيل القسري ويبدأ على الشط بعدها مشروع الريفيرا وليذهب اهل البلاد إلى الشتات والجحيم، بعد أن فتح عليهم ترامب وتلميذه نتنياهو الجحيم الموعود قولا وفعلا.
وذات السيناريو يطبق الآن على السودان فقد غاظهم أن السودانيين هزموا مشروع حكومتهم وأجلوهم عن الوسط والخرطوم فاستبدلوا الخطة بالمسيرات الاستراتيجية والقاتلة والعمياء ووزعت الخطة على العصابة والمرتزقة والقتلة كما يلي:
١/ اضربوا كل مصادر الطاقة والمحولات لفرض الاظلام العام.
٢/ اضربوا كل المطارات في دنقلا وعطبرة وكسلا وبورتسودان والخرطوم والأبيض حتى يصبح السودان دولة صندوق مغلقة (الجوة جوة والبره بره)
٣/ اضربوا كل المشروعات الصناعية والزراعية لفرض المسغبة والتجويع، وابدأوا بشراسة حملات القتل والسحل مثلما ما فعلتم بود النورة والسريحة والهلالية، ومثلما فعلتم بمخيم أبو شوك ومخيم عطبرة ومخيم زمزم وكما تفعون الآن في النهود وقراها ونجوعها من مجازر تقشعر لها الأبدان.
مارسوا البطش إلى أقصاه حتى يكون السودان خالياً من السكان وخالياً من الرضا والأمان عبر مخطط النزوح القسري والهروب صوب المجهول.

يريدون هذه البلاد الطيبة متاعا بلا تكلفة لصالح الأجنبي والاستعمار الجديد والشركات المتعددة الحنسيات (تسليم مفتاح) يريدونها خالية من الناس وحضارتهم وحاضرهم ومستقبلهم خلاء شامل جغرافيا بلا تاريخ.

ومثلما ستصبح غزة منتجعا للمتبطلين والشواذ والعابثين خاب فائلهم فإنهم يريدون للسودان أن يكون أرضا للحبوب والغذاء والكساء والماء والطاقة والذهب والعبيد، فما عادت الحضارة الغربية المادية تقاتل بابنائها بل تقاتل بالمرتزقة الذين يشترونهم بحفنة من الدولارات مقابل الموت المجاني وتحكم بالأنظمة العميلة والوكلاء.
وهذا هو التبرير الوحيد للذي يحدث الآن في بلادنا صحيح أن الشعب السوداني سيصيبه بعض القلق وبعض الجزع وبعض الخوف ونقص في الأنفس والأموال والثمرات. وصحيح أنه سيقف على حافة الصبر والرباط مثلما وقف الأنبياء والرسل وقوافل المؤمنين على الحافة وهم يتطلعون إلى السماء، والشعب السوداني لن يكون أفضل من الرسل والأنبياء والذين آمنوا معهم.

وغدا ستربت الآية الشريفة على أكتاف ابناء هذا الشعب الباسل الذي رغم البأساء والضراء سوف ينتصر عاجلا لا آجلا لأرضه ولعقيدته نصراً لصالح قوى السلام والتوحيد والوحدة والانسانية. نعم سوف تمسح الآية الشريفة دم الجراح ودموع اليتامى والأرامل وتحف ببركتها مواكب الشهداء صوب الجنة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
عزيزي القارئ قبل المغادرة أرجو أن تتأمل مليا هذا القلق النبيل والتطلع صوب السماء الذي مارسه الأنبياء والذين آمنوا معهم (حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى