حسين خوجلي يكتب : شوية رومانسية
عندما أصدر شاعرنا الكبير اسحق الحلنقي ديوانه الأخير، واسحق بالمناسبة يعد أكبر مصنع في الشرق الأوسط لانتاج الغناء الجميل، وقد فوجئت أنه بالصفحة الأخيرة في ديوانه قد نشر قصيدتي موّال وهي بالأحرى برقية كتبتها له في أواخر التسعينات تحرضه بالاوبة للسودان، وقد فعل ذات خميس في صحبة صديقه صلاح ادريس صديق الغفلة والانتباهة رد الله غربته، وقد ابتدرتها بالمقطع المتداول:
مالو ليلك علم الليل السهر
ومالو دمعك علم الدمع المطر
ومالو شوقك علم الشوق السفر
والزمان الكان امانك مالو لفاهو الخطر
هاجر اسحق مرة اخرى بعد النكبة نازحاً، ولكن الرجل فجعنا باغلاقه لباب الشعر وسحابات الابداع المسافرة، رغم أن كل فاصلة في بلادنا تدعو بالقصيدة البكاء والشعر الحزين. فالملهمات ما زلنا يصنعن الطعام للغبش في التكايا والشباب ما زالوا يحملون في اليمين السلاح وفي الشمال الكفاح، وما زالت المدن المستباحة تأمل في ليالي التلاقي وصباحات الاعتدال وعودة النوارس المهاجرة.
وباسم الاغراء المضمخ بحب كسلا والأخريات كتبت له هذه الابيات راجياً منه أن يكملها قصيدة للبوح والغناء:
سنتين مضن واتماسكن محن المنافي
وجف شريان النشيد وانكسر وتر القوافي
الوجوه لسع صبايا لكن الاحداق اماسي
والطحين بالشوك بهون الا شوق اللقمة مافي
اضاءة:
ولاسحق الحق المشفوع باليمين أن يرسل لهيئة الأركان والقيادة العامة أبيات العتاب القديمة الجديدة:
دون سبب يتقال سابنا للاهمال
وخلى حالنا في حال
يعني ما عارف الولف كتال
انت عارفنا العذاب ضقنا
والشقا وعشنا
والله يغفر ليك في ضياع ريدنا
ولا تنسى النصيحة القديمة أن لا تقطع الخيط ما بين العنبة والعصير والإمارة والأمير والطليق والأسير.