منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

حسن محمد عبد الرحمن يكتب : ماذا بعد تحرير مدني(١)

واحدة من واجبات الصحافة تسليط الضوء على الأخطاء والتجاوزات والفساد بهدف محاسبة المفسدين حماية للمال العام وفي نفس الوقت نشر الحقيقة لتبصير المواطنين للمعرفة بكل تجرد وشفافية وذلك لخدمة الوطن والمواطن مع إلتزام الصحفي بالتقيد بقانون الصحافة والمطبوعات وميثاق شرف وضمير الصحفي في أداء واجبه. وبحمد الله خلال مسيرتي الصحفية في السنوات الماضية والتي نشرت خلالها العديد من ملفات التجاوزات والفساد وقادني الي محكمة الصحافة اكثر من ثلاث عشر بلاغ وجهت ضدي وبحمد الله لم أدان في بلاغ واحد كما ظللت وسوف أعمل بمهنية تامة مع إلتزامي
بقانون الصحافة وميثاق الشرف والضمير في اداء وجب المهنه.

ساقني الذلك بعض ما حدث الفترة الماضية التي عملت فيها ضمن مكتب إعلام مكتب الوالي مع كوكبة من الصحفيين والإعلاميين في العاصمة الإدارية المناقل منهم من أتت به ظروف الحرب ومنهم من هو من أبناء المناقل.

وجميعهم لبى نداء الوطن من أجل المشاركة في معركة الكرامة وتحرير ولاية الجزيرة حيث حتم الواجب المهني على جميع الأخوان في مكتب إعلام الوالي القيام بواجبهم المهنى من أجل عكس نشاط حكومة الجزيرة في وقت كانت فيه كل الأجهزة والمؤسسات التابعة للحكومة في حالات شتات نتيجة لسقوط حاضر ولاية الجزيرة.

وكان لابد من الانضمام إلى
جهود تحرير ولاية الجزيرة من العاصمة الإدارية المناقل.

وبدعوة من المكتب التنفيذي لوالي الولاية عملت مع الإخوة في مكتب الإعلام بالمناقل ولابد من توضيح الحقيقة لأن الكثير من الأهل بالجزيرة غير متابعين لتلك الأحداث في تلك الفترة وذلك بعد سقوط مدني وخروج والي الجزيرة الاستاذ الطاهر إبراهيم الخير الذي تولي قيادة الولاية قبل سقوطها بأقل من شهر، غادر مدني إلى جنوب الجزيرة وظل يتابع الأحداث ثم انتقل الي ولاية سنار لفتره قصيرة لتريب الأمور ومن ثم قرر نقل العاصمة الإدارية الي محلية المناقل لإدارة شؤون الولاية من دخل ولاية الجزيرة.

ولاشك أنه كان قراراً موفقاً وقد كان أن تم نقل العاصمة الإدارية إلى محلية المناقل التي صمدت أمام مليشيات الدعم السريع بجانب محلية القرشي وجزء من محلية جنوب الجزيرة كانت تحت إدارة والي الجزيرة ٠

وكان التحدي الكبير لتوفير الإيرادات لتسير شؤون الولاية وبعد التشاور مع الوزير المفوض لوزارة المالية الاستاذ عاطف أبوشوك تم إنشاء إدارة المواد البترولية بتكليف الأستاذ بدر الدين حسين كمدير مكلف لإدارة البترول بالعاصمة الإدارية وقد نجح في التحدي في توفير الإيرادات للولاية التي تم تحويلها إلى ميزانية حرب للصرف على المجهود الحربي وتحرير ولاية الجزيرة وبدأ الصرف على دعم معسكرات تدريب المستنفرين في حدود العاصمة الإدارية والصرف على الارتكازات لتامين بقية الولاية.

وفي نفس الوقت كانت محلية المناقل والقرشي تستقبلان عملية نزوح كبيرة من جميع قرى ومدن ولاية الجزيرة وكان الوالي يقدم الخدمات للمعسكرات ويستنفر الخيرين لتوفير الأكل داخل معسكرات الوافدين إلى المناقل والقرشي وتوفير العلاج المجاني للوافدين وظل الوالي يعمل في كل الإتجاهات وقام بمعالجة مشكلة مياه بالمناقل بعد انقطاع التيار الكهربائي بإدخال الطاقة الشمسية في عدد كبير من مصادر المياه في المناقل والقرشي كما استنفر المنظمات لعملية إصحاح البيئة في المستشفيات والأسواق وادخال الطاقة الشمسية في بعض المستشفيات بالمناقل التي شهدت زيادة كبيرة في الترددات بالاضافة لاستقبال الجرحى.

ولم يقف الوالي علي ذلك بل قام بمعالجة مشاكل المزارعين بمشروع الجزيرة في توفير الوقود وحل مشكلة الري وكان يتابع قضية المزارعين حرصاً منه على إنجاح الموسم الزراعي لاسكات إشاعه المجاعة في البلاد.

يقدم الدعم لكل معسكرات المستنفرين ويتابع قضية الجرحي من المواطنين الذين اصابتهم مليشيات الدعم السريع في التعدي على قرى الجزيرة وتوفير العلاج المجاني.

وانتهج الوالي زيارة جميع الارتكازات وتقديم الدعم لهم وزيارة المدن المحررة داخل ولاية الجزيرة ومعالجة وتقديم الخدمات لهم كما قام بزيارة إلى معسكرات النازحين من مناطق شرق الجزيرة في ولاية القضارف.

وعند سماع نباء تحرير مدني كان الوالي في زيارة إلى مدينة الحاج عبدالله بمحلية جنوب الجزيرة لتفقدها عقب تحريرها وعندما سمع بخبر التحرير قرر التوجه مباشرة إلى مدني ورغم رفض طاقم الحراسة توجه الوالي قبل نظافة وتأمين مدني، وقال أنا تحمل المسؤولية وكان إصرار الوالي علي دخول مدني عبر محور سنار برفقة أعضاء اللجنة الأمنية بالولاية حيث تعرض وفد الوالي لاشتباك بين منطقة الشكابة و مدخل بركات استخدمت فيه العديد من أنواع الاسلحة الثقيلة وبعناية الله وقوات محور سنار لم يصاب أحد من الوفد.

و في ارتكاز بركات و نسبة لقرار حظر التجوال وعدم تأمين الدخول لمدني تقرر أن يقضي الوالي والوفد المرافق له ليلتههم بارتكاز بركات وتم اختيار منزل كان تقيم فيه مليشيات الدعم السريع.

وفي الصباح توجيه إلى مدني ولم يكن ذلك سهلا وبذلت قوات محور سنار جهود كبيرة لتامين شارع سنار باستخدام المسيرات حتى الوصول لمقر الفرقة الأولى مشاة.

وهنأ ننفض الغبار عنه لأول مره حيث أنقذت العناية الإلهية الوالي وبرفقته مجموعة من الصحافيين عند دخولهم الفرقة الأولى وذلك بعد إطلاق الذخيرة من أحد القناصة وبلطف الله لم يصب أحد وعمت الجميع الفرحة بعودة حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني الي حضن الوطن.

لاشك في ان٦ تحرير مدني كان صعب جداً وأصعب من ذلك توفير الإيرادات والدعم بواسطة لجنة الدعم والسند ومجهودات موظفي إدارة البترول كلهم ساهم في تحرير مدني ولايقل دورة عن الجنود في الخطوط الاماميه وبفضل إدارة الوالي كذلك لجنة الدعم والسند الي جميع المحاور لتخوض عملية التحرير و نقول بكل صراحة بان والي الجزيرة استلم قيادة الولاية قبل سقوطها بأقل من شهر وهو غير مسؤول عن سقوطها وتولى اعباء اداريه كبيرة في تحرير مدني ويكفي انه ظل مرابط داخل محلية المناقل طوال الفتره الماضيه حتي أيام العيد ظل موجود يتابع تقدم القوات في المحاور ويتابع الارتكازات ويتابع مراكز الايواء ويتابع الموسم الزراعي ونجاح الولاية في تنظيم امتحانات الشهادة السودانية باستضافة الطلاب من خارج المناقل والاعاشة والترحيل رغم أن الحكومة الاتحاديه لم تقدم الدعم المادي للولاية إلا مبلغ مئتا مليون جنيه عند انشاء العاصمة الإدارية المناقل و لاشك بانه تم عمل كبير جداً وماقام به الوالي وأعضاء اللجنة الامن بالولاية ووزير المالية كله كان وراء تحرير مدني ولابد أن تتضافر الجهود في عملية اعمار وتطبيع الأوضاع داخل ولاية الجزيرة وهذا ممكن إذا تضافرت الجهود وخلصت النوايا وقويت العزائم واللـه يهدي السبيل وهو المستعان
ولنا عودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى