منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

حسن فضل المولي يكتب : بيني وبين الشيخ الامين

كتب الاستاذ حسن فضل المولي شيخ الأمين .. لا أخفي أنني أطوي جوانحي على على ودٍ له و تقدير .. و بيننا ( مِلِح و مُلاح ) .. ذلك أنني منذ أن عرفته ، و ثلاثة عقود مضين ، كنت لا أنقطع عنه و لا يحتجب عني .. و مع أن له ( طريقته ) ، و لي ( طريقي ) ، و له ( قناعاته ) و لي ( قناعاتي ) ، و له ( رؤاهُ ) ، و لي ( رؤايَّ ) ، و له ( غزْلُهُ ) ، و لي ( غَزْلي ) .. إلا أنني ، و هو ، تجمع بيننا آصرة يجد فيها كل منا ما يجذبه للآخر ، فآنس إليه و يأنس إلي َّ.. لكن .. هو يسلك طريقاً تنوشه فيه ( العواصف ) و ( القواصف ) ..و أنا ألتمس طريقاً اتجافى فيه عن ( العواصف ) و ( القواصف ) .. و لكلٍ أسبابه و مقاصده .. كان يتراءى لي دائماً أنه ، بين محب مُفرط و مبغض مفرط .. فمحبوه يُفْرِطُون في حبه ، و شانئوه يُفْرِطون في بغضه .. و هو بين هؤلاء و أولئك يمضي في طريق يُكابد صعابه ، و ينعم بأطايبه .. و أشهد له ..في كل مرة تناجيه أو تناديه أو تُلجئك إليه ضرورة ، تجده ملبياً حاضراً ، و بأسرع مما تتوقع و ترجو ، حتى تحتار ، متي ينام الرجل !! ، و متى يشغله عن العالمين شاغل !! .. و كان لا يمضي وقت طويل ، حتى تلقاه في غاية السعادة و هو يجمع أحبابه و أصفياءه ، و أصدقاءه ، و معارفه ، من كل لون و طيف ، و يظل واقفاً على رؤسهم ، يخفُّ لخدمتهم حافياً ، يُطعِمُ ذاك ، و يلاطف هذا ، و يحتفي بتلك ، و كلٌ يظن أنه الأقرب إليه و الأدنى منه .. و يُغدِقُ على آذانهم حلوَ التطريب و الترويح ، فينفض سامر القوم ، و بهم محبة له و تقدير .. عندما يُقْبِل عليك ، يُقْبِل كلَّه لا بعضه ، و يغمرك بفيوض من البشاشة و اللطف و عذب الحديث .. و أنت معه لا تجد حرَجاً في أن تأخذ منه و تَرُد .. تُخَطِّئه أو تُقِرُه .. تقترب منه أو تحتفظ بمسافة .. و رغم ( الهالة ) التي تلفه إلا أنه ، بسيط ، و تلقائي ، و عفوي ، و حبوب .. و لكنه ( شَرِسٌ ) أحياناً .. و ( مسيده ) ، في كل وقتٍ ، حافل ( بشموسٍ ) و ( أقمارَ ) و ( نجومٍ ) من الشباب و الشابات ، الذين هم في منزلة ( إخوان صفاء ، و خلان وفاء ) ..يُقيمون الصلاة جماعة ، و يصلون على الرسول ﷺ ، فُرادى و جماعة ، و يتسابقون إلى إكرام الضيف مثنى و ثلاثة و جماعة .. و هو في ذلك ، له فضل في استقامة كثير من الشباب ، إذ أن منهجه أن يقبلك على عِلاتِك ، و أوجه قصورك ، ثم يتدرج بك شيئاً فشيئاً ، حتى تُقلعَ عما يشين ، و تُقبل على ما يزين ، في مراقي الهداية .. و هو في ذلك يرى أن المُنحرف أولى باهتمامه و رعايته من الحنيف .. هذا ما شهدته ، ويلزمني أن أشهد به .. و السلام ..
حسن فضل المولى ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى