كشف اللعقيد ركن معاش عائد الملك، حرس الرئيس السابق عمر البشير، لأول مرة تفاصيل نشاط الرئيس يوم 6 أبريل داخل منزله ببيت الضيافة وماذا فعل عندما سمع هتاف المتظاهرين. وكتب الملك:
كثيرون يتساءلون ماذا حدث بين السادس إلى الحادي عشر من ابريل وهي ايام ربما لم يأتي او يحن موعد الحديث عنها بعد . في السياق ومن باب الاحتراف بعيدا عن العاطفة ساتكلم عن اوجه القصور الذي جعل الحرس كقوة او حدة غير قادرة مهنيا وبنيويا فى اطارها التنظيمي والقانوني من التعامل مع هكذا حدث إذا ما قارناها بمؤسسات الحماية الشخصيات فى العديد من دول العالم والإقليم التي تعتمد نظام المنظومة المتكاملة (أمن وحماية) للحفاظ على حياة الشخصية وهذا ما درسناه في كل دوراتنا الخارجية الممارس عندنا هو فقط الحماية ولا مسؤلية لنا بالأمن باعتبارنا وحدة تتبع لوحدة اخري كلفنا من خلالها بواجب الحماية فقط والتى لا تتعدى فى أسوأ الفروض نسبة ٢٠% من الحفاظ على حياة الشخصية ليكمل الأمن واجراءاته بقية النسبة لذا كما اوضحت بان الأمن الرئاسي فى العديد من الدول هيئة مستقلة متكاملة من حيث مطلوبات الأمن والحماية تدخل فيها عوامل الولاء الكامل او الكفاية المالية والسلطة المطلقة فى الأداء لتنفيذ مهام حماية الشخصية ولو أخذنا واقعنا من هذه المطلوبات ربما تكاد تكون صفرية. سعينا ان يستعدل هذا الوضع المعوج من خلال العديد من المطالب ولكن لا حياة لمن تنادي حتى التفسيرات لمطالبنا كانت قاصرة ويتم ربطها فى الإطار الشخصي مما ألقي علينا نوع من الضغط النفسي جعلنا عازفين عن الاستمرار في تنفيذ قناعاتنا فى تصحيح المسار الخاطئ وبالتالي تطوير الأداء إسوة بباقي دول العالم لتكون هيئة مستقلة تتبع لرئيس الجمهورية او على الاقل لرئيس هيئة الاركان لتطلع بدورها الكامل دون وصاية في شقي الامن والحماية . للتدليل على هذا الوضع المعوج .. يوم السادس من ابريل بعد صلاة الظهر مباشرة طلب السيد الرئيس البشير منى انه سيخضع لبعض جلسات العلاج الطبيعي فاخبرته انه فى غضون عشرة دقائق سيكون كل شي جاهز بالصالة الرياضية وباعتبار انها داخل حدود بيت الضيافة فالمساحة آمنة لذا جهزنا له عربة الكهرباء ليقودها بنفسه للصالة وقد كان وفى الاثناء سمعت أصوات هادرة فعلمت ان ثمة أمر قد حدث وان الثوار وصلوا إلى محيط القيادة فتواصلت بحكمدار الجراج ان يأتى بعربة صالون وطلبت ان يسحبوا عربة الكهرباء بعيدا واوقفت العربة مع باب الصالة مباشرة وبابها مفتوح عليها وعند خروج السيد الرئيس اظنه تفاجأ بالوضع ولكنه استجاب وصعد للعربة المقفلة فقدتها بنفسي حتى باب منزله فنزل وفتح باب المنزل واظنه حينها سمع الأصوات لانه إستدار ثم دخل وأغلق الباب. هنا اتانى الحكمدار مسرعا ومستفسرا هل كلمت السيد الرئيس بالحاصل فقلت له بإغتضاب انا وصلته للبيت بأمان ولست معني باخباره (أنا مسؤل حماية وليس أمن) لانني كمحترف لو لم اتصرف هذا التصرف من المؤكد انه فى عربة الكهرباء سيسمع الهدير بالتالى يمكن أن يخرج للشارع ليعرف ماذا هناك وفي ذلك خطورة على حياته اما مسالة الاخطار فهي خارج واجب الحماية لانها تتعلق بالامن وبالتالي له اجهزته المفترض انها ستخبره وهي من ستوفر لنا أو المفترض توفر لنا الأمن في محيط بيت الضيافة ..ربما هذا الموقف يوضح بجلاء الخلل البنيوي الذي تحدثت عنه في الحرس الرئاسي.