تمكنت القوات المسلحة صباح أمس الاثنين من تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة، بعد معارك متزامنة دارت في عدد من الولايات، نجحت من خلالها في دحر مليشيا الدعم السريع واستعادة السيطرة على مناطق حيوية.
محاور الخرطوم
وواصلت القوات المسلحة تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة، حيث استعادت السيطرة على عدة مناطق استراتيجية، في أم درمان، تمكن الجيش من بسط سيطرته على الحارة السادسة بمنطقة أم بدة، مما يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن في العاصمة وضواحيها.
وفي محور بحري، وصلت القوات المسلحة إلى السوق المركزي شمبات، حيث تدور اشتباكات عنيفة لتطهير المنطقة وتأمينها بالكامل، وشكل تحرير مجمع الزرقاء دفعة قوية للعملية العسكرية الجارية في العاصمة، وأكدت المصادر أن هذه الإنجازات تأتي ضمن خطة استراتيجية لاستعادة السيطرة على كافة المناطق المحتلة.
وفي تطور ميداني جديد، أحكم الجيش سيطرته على منطقة حجر العسل، وهي إحدى النقاط الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة المليشيا، هذه الخطوة تعزز موقف الجيش في تأمين خطوط الإمداد الحيوية، خاصة بعد الانتصارات في محور الجزيرة وشمال كردفان
شمال كردفان
وفي شمال كردفان، تراجعت مليشيا الدعم السريع بشكل ملحوظ بعد تكبدها خسائر كبيرة في منطقة أم روابة، حيث دمرت نسور الجو قافلة عسكرية للمليشيا قوامها أكثر من 40 عربة قتالية على الطريق الرئيسي عند تقاطع التفتيش ونقطة التحصيل بمدخل المدينة، ولم تنجُ منها سوى أربع عربات فقط. وتفيد الأنباء بمصرع قائد القوة المتمردة الملقب بـ”برشم”
الجيش تمكن أيضًا من السيطرة على مناطق الغبشة والدفينة، مما أجبر المليشيا على الانسحاب إلى مواقع أكثر بعدًا. وأشار العميد المتقاعد عبد الرحمن الفاضل، محلل عسكري، إلى أن هذه العمليات تؤكد فعالية النهج العسكري الجديد الذي يعتمده الجيش، حيث يتم التركيز على تكتيكات متعددة المحاور لتضييق الخناق على المليشيا
تكتيكات متقدمة
وفي إفادةمن العميد المتقاعد سراج الدين عثمان لصحيفة” الكرامة”، وهو محلل عسكري متخصص في الاستراتيجيات الدفاعية، قال إن هذه الانتصارات تؤكد فعالية النهج العسكري الذي تبناه الجيش في الآونة الأخيرة وأوضح: الجيش يتبع الآن تكتيكات متقدمة تعتمد على العمل متعدد المحاور وتضييق الخناق على المليشيا في مواقعها الاستراتيجية ،تحرير مصنع سكر سنار وأم القرى يعكس هذا النهج، خاصة وأن هذه المناطق تُعتبر شرايين اقتصادية مهمة، ما يعني أن السيطرة عليها تقطع الإمدادات الحيوية عن المليشيا
وأضاف عثمان أن التقدم في أم القرى بشكل خاص يحمل رسالة واضحة، مفادها أن الجيش يعمل بخطى ثابتة نحو تحرير كامل ولاية الجزيرة، وهو أمر سيكون له انعكاسات كبيرة على المشهد العام للحرب،تحرير ولاية الجزيرة يعني السيطرة على قلب السودان الاقتصادي والزراعي، وهذا ما يجعل المليشيا في وضع دفاعي مستمر ويضعف قدرتها على المناورة في بقية المناطق..حدقوله
ومع تواصل العمليات العسكرية في هذه المحاور، يُتوقع أن يواصل الجيش إحراز مزيد من التقدم في الأيام المقبلة، مما يعزز آمال السودانيين في إنهاء الأزمة الراهنة وعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد بعد دحر المليشيات..