تفاصيل تحرير “ودالحداد” وهزيمة المليشيا في “بوط” .. (بوط وودالحداد)..معارك للتاريخ
تڨرير :رحمة عبدالمنعم
أعلن الجيش، أمس السبت، تحقيق تقدم عسكري مهم عبر استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية، في مقدمتها منطقة “بوط” بإقليم النيل الأزرق ومدينة ود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة، وذلك عقب معارك ضارية مع مليشيات الدعم السريع، أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف المليشيات
تفاصيل العمليات
وفي بيان رسمي، أكدت قيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين أن قوات اللواء 15 نجحت في التصدي لهجوم مكثف شنه عناصر مليشيات الدعم السريع على منطقة “بوط” ،واستمرت المعركة لنحو خمس ساعات، أظهرت فيها القوات المسلحة بسالة كبيرة في الدفاع عن مواقعها ،وأوضح البيان أن المواجهات أسفرت عن تدمير ثماني مركبات قتالية للمليشيات ومقتل عدد من عناصرها، من بينهم مرتزقة يحملون جنسيات جنوب السودان وإثيوبيا
وفي ذات السياق، أعلن قادة ميدانيون أن الجيش استعاد السيطرة على مدينة ود الحداد، التي تعتبر نقطة ربط استراتيجية بين ولايتي سنار والجزيرة،وتكمن أهمية ود الحداد في موقعها الجغرافي الحيوي الذي يربط بين شمال البلاد وجنوبها، ما يسهم في تأمين خطوط الإمداد وإعادة الاستقرار إلى المنطقة
نجاح تكتيكي
وأكد الصحفي والمحلل العسكري أحمد الطيب، في حديث لـ”الكرامة”، أن نجاح الجيش في التصدي للهجوم واستعادة السيطرة على المناطق الحيوية يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق الميداني وقال:المعركة الأخيرة في النيل الأزرق لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل اختبارًا لإرادة الجيش في التصدي لتحديات كبيرة، خاصة مع مشاركة عناصر أجنبية تدعم مليشيات الدعم السريع ،تمكن الجيش من توجيه ضربة قاسية للعدو، وهو ما يعزز من موقفه الميداني
وأشار الطيب إلى أن استعادة ود الحداد تمثل خطوة تكتيكية بارزة، قائلاً: “السيطرة على ود الحداد تعني قطع خطوط الإمداد عن المليشيات التي تعتمد على هذه المنطقة كنقطة عبور بين الجزيرة وسنار،. هذه الخطوة ستضعف المليشيات بشكل كبير وتمنح الجيش فرصة لتوسيع سيطرته في المناطق المجاورة
المخططات الإقليمية
بدوره، قال الخبير في النزاعات الإقليمية، د. خالد عبد الرحمن، إن الانتصارات الأخيرة للجيش السوداني تعكس نجاحًا في مواجهة الأجندات الإقليمية التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد. وأضاف:وجود عناصر أجنبية من دول مثل جنوب السودان وإثيوبيا يدلل على أن الحرب في السودان ليست محلية فقط، بل إنها امتداد لصراعات إقليمية. استعادة الجيش للمناطق الحيوية تساهم في إفشال هذه المخططات وتؤكد قدرة القوات المسلحة على حماية سيادة السودان.
وحول أهمية استعادة ود الحداد، أوضح عبد الرحمن للكرامة: هذه المنطقة ليست مجرد مدينة صغيرة، بل هي شريان حيوي يربط ولايات السودان الوسطى والجنوبية، تأمين هذه النقطة يعزز من قدرة الجيش على التحكم في خطوط الإمداد ويضمن استقرار المناطق المجاورة
أبعاد إنسانية
إلى جانب الأهمية العسكرية، تحمل استعادة الجيش لهذه المناطق بُعدًا إنسانيًا هامًا. فبحسب تصريحات منظمات محلية، فإن مناطق النيل الأزرق والجزيرة عانت من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة الهجمات المتكررة لمليشيات الدعم السريع ،وتعتبر السيطرة على ود الحداد خطوة ضرورية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق
وتشير التطورات الأخيرة إلى استمرار تقدم الجيش في مناطق أخرى ،فقد تمكن خلال الايام الماضية من استعادة معظم المدن الكبرى في ولاية سنار، بما في ذلك عاصمتها سنجة.،ويؤكد مراقبون أن هذا التقدم يأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى بسط السيطرة على المناطق الحيوية واستعادة الاستقرار في جميع أنحاء السودان
المرحلة المقبلة
و أكد مصدر عسكري “للكرامة”، أن المرحلة المقبلة ستشهد مواصلة العمليات العسكرية لتطهير كافة المناطق المتبقية تحت سيطرة المليشيات. وقال:الجيش مصمم على استعادة كل شبر من أراضي الوطن، لن نسمح لأي قوة داخلية أو خارجية بتهديد أمن السودان أو النيل من سيادته
من الواضح أن الجيش يحقق تقدمًا ملموسًا على الأرض، سواء في النيل الأزرق أو الجزيرة أو غيرها من المناطق، هذا التقدم يعكس إرادة قوية وقدرة على مواجهة التحديات رغم تعقيدات الوضع الإقليمي والدولي
يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن لهذه الانتصارات أن تمهد الطريق لاستقرار دائم في السودان؟ الإجابة تتطلب رؤية شاملة تجمع بين الحسم العسكري، الحلول السياسية، ومعالجة التداعيات الإنسانية التي خلفتها الحرب