انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي قبل يومين في السودان شائعات تقول أن الأجهزة الأمنية السودانية أوقفت مواطنا روسيا بحوزته 2.5 كغ من الذهب في عطبرة متجها إلى الخرطوم، ومن الجدير بالذكر أن هذا الخبر لم يتم تأكيده من أي جهة حكومية سودانية ولم يتم تناوله في أي موقع إخباري رسمي خاص بالحكومة السودانية.
لابد وأن الجميع على دراية بالحرب الإعلامية التي تشنها قوى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية كل مرة ضد روسيا الإتحادية ومحاولة تشويه صورتها لدى المجتمع الدولي والدول الصديقة لروسيا، وعليه فإن خبراء ومحللين سياسيين سودانيين علقوا على هذه الشائعات بأنها تهدف بشكل واضح لتخريب العلاقة بين روسيا والسودان، خاصة وأن العلاقة بين البلدين قد شهدت تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة، وصار الطرفان يتشاركان في احتفالات وأعياد وطنية ويتبادلان مختلف التهاني، كما أن التعاون المشترك بين الدولتين صار واسع النطلق ليشمل مختلف القطاعات والمجالات، دون أن ننسى شِحنةُ القمح التي قدمتها روسيا كمنحة للشعب السودان مارس الماضي لمواجهة الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة في البلاد والتي قدرت ب 20 ألف طنا.
وتجدر الإشارة أن مجموعة معتبرة من ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي قاموا مؤخرا بزيارة لعدة دول مجاورة للسودان، ولعل من أهم الزيارات زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية إلى ليبيا الخميس الفارط، وكذا وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إلى إثيوبيا، وكان الهدف من هذه الزيارات هو التخطيط لإنهاء العلاقات الروسية مع الدول الإفريقية والتي من بينها السودان، وقد جاءت هذه الشائعات كنتيجة لتوصيات مدير الإستخبارات المركزية لبعض عملاءهم من الجيش السوداني الذي صار لعبة في يد إدارة بايدن ويلهث خلف تحقيق المصالح الأمريكية.
كل الحقائق التي ذكرناها و التي تجسد عمق العلاقة بين روسيا الإتحادية والسودان جعلت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين يباشرون باستخدام سمومهم الإعلامية كالعادة بدءا من مواقع التواصل الإجتماعي وسيصل بهم الأمر ربما في الأيام القادمة لاستخدام وسائل إعلامهم للحصول على أكبر حملة نشر لهذه الأكاذيب والشائعات، ولابد أن يستذكر الجميع ما حدث في يوليو الفارط عندما شنت قناة “سي ان ان” الأمريكية هجمة قاسية على العلاقات الروسية السودانية وتفننت في تلقيف مختلف التهم لروسيا في السودان.
