
أصدر المجلس القومي للدفاع المدني بيانًا تحذيريًا هامًا، يوم الأربعاء، دعا فيه المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والاستعداد المبكر، تزامنًا مع توقعات الأرصاد الجوية بحدوث أمطار غزيرة تفوق المعدلات الموسمية في عدد من مناطق السودان.
توقعات أرصادية تنذر بالخطر
أوضح البيان أن غرفة الإنذار المبكر التابعة لهيئة الإرصاد الجوي رصدت مؤشرات مقلقة بشأن كميات الأمطار المتوقعة خلال موسم الخريف الحالي، حيث أشارت التوقعات إلى أن أجزاء واسعة من البلاد، لا سيما الولايات الوسطى والشرقية وبعض مناطق دارفور وكردفان، قد تتعرض لهطولات مطرية شديدة تتجاوز المعدلات الطبيعية.
مخاوف من السيول وارتفاع منسوب المياه
وحذر المجلس من أن الوديان والمناطق المنخفضة ستكون الأكثر عرضة لتجمع المياه وحدوث السيول، ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة تهدد حياة السكان وممتلكاتهم، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية الكافية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.
دعوات للتأهب واتخاذ الاحتياطات اللازمة
وفي ضوء هذه التوقعات، طالب المجلس المواطنين في مختلف الولايات بضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، والابتعاد عن مجاري السيول ومناطق تجمع المياه، والعمل على تأمين المنازل والمزارع قدر الإمكان، تحسبًا لأي طارئ خلال الأسابيع المقبلة.
كما ناشد المجلس السلطات المحلية والولائية بضرورة رفع درجات الجاهزية والاستعداد المبكر، وتكثيف جهود التوعية المجتمعية، والتنسيق مع الجهات المختصة لتوفير مراكز إيواء مؤقتة للمناطق المحتمل تضررها.
تحذيرات مبكرة وتداعيات متوقعة
يأتي هذا التحذير في ظل تجارب سابقة مريرة شهدها السودان في مواسم خريفية سابقة، حيث تسببت الفيضانات في خسائر بشرية ومادية فادحة، من بينها تدمير آلاف المنازل ونزوح عشرات الآلاف من الأسر، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية والبنية التحتية.
ختامًا: الاستعداد المبكر يُجنّب الكارثة
إن هذا التحذير المبكر من المجلس القومي للدفاع المدني يمثل فرصة حقيقية لتقليل حجم المخاطر المتوقعة، خاصة مع تصاعد تأثيرات التغير المناخي الذي أصبح يُحدث تغيرات مفاجئة وعنيفة في أنماط الطقس. ويُعد وعي المواطن وتعاونه مع الجهات المختصة أحد الركائز الأساسية في تفادي كارثة محتملة.