منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

تاريخ تسطره المناقل حكومة الجزيرة.. دوران رحا الحرب والتنمية

الجزيرة :- تاج السر ود الخير

منتصف ديسمبر ٢٠٢٣م تاريخ مشؤوم لإنسان الجزيرة
الولاية الاقتصادية والزراعية ذات الموقع الاستراتيجي ففيه نقل متمردو الدعم السريع دائرة الحرب إليها واستباحوها وأشاعوا فيها كل أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية..

قرى وادعة لم تعرف الحروب من قبل دفعت كُلفة باهظة نتيجة سلسلة من الانتهاكات الإنسانية الممنهجة
والتلويح في وجهها باستخدام أسلحة التجويع والإرهاب والتهديد بالتصفية لإجبار الرجال والشباب والأطفال على الانضمام إلى صفوفها والقتال إلى جانبها…

المليشيا المتمردة عمدت إلى قطع شبكات الاتصالات خاصة في ولايتي الخرطوم والجزيرة لتُصعد عملياتها الإرهابية ضد المدنيين وتضمن تعتيماً إعلامياً وستاراً لانتهاكاتها بحق المدنيين والتي تسارع باستمرار لنفيها بل والادعاء بتعرضهم لحملة تشويه صورة قواتهم..

ويستميت مستشارو قائد متمردي الدعم السريع- دون حياء- في إنكار صلة “المتفلتين والمتورطين في الانتهاكات ضد المواطنين بولاية الجزيرة بقوات الدعم السريع، ويدعون أنها عناصر تنتحل صفتهم وترتدي زيهم وتنفذ هذه الجرائم بدعم من عناصر النظام السابق”.

يأتي ذلك كله في سياق البحث عن أقنعة للحرب في السودان ومسوغات احتلال ولاياته فهم كما يزعمون يريدون تخليص البلاد من الفلول وجلب الديمقراطية والدولة المدنية التي تتأسس على قاعدة العدل والمساواة، بيد أن الشعب لم تعد تنطلي عليه هذه الأكاذيب المجافية للحقيقة فأنى حل الدعم السريع ببقعة هجرها أهلها وتركوها لهم..

**انتصارات المناقل

تحولت مدينة المناقل غربي ولاية الجزيرة، إلى ملاذ للهاربين من حجيم الحرب، وذلك لوجود الجيش بها، وفاقم نزوح الآلاف من سكان الولاية إليها الضغط على الخدمات ووضع ذلك حكومة الجزيرة بقيادة واليها الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير وأعضاء حكومته في محك حقيقي يتطلب إدارة دفة الحياة في هذه البقعة وتحريك الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها من الملفات التي تحتاجها العاصمة الإدارية للولاية وما حولها من المناطق الناجية من بطش المتمردين وآلة قتلهم الموجهة لصدور المواطنين العزل..

ويظل أمن ولاية الجزيرة في مواجهة مليشيا الدم رأس الأمر في الأولويات حيث تتحرك فيه الحكومة والقوات المسلحة بقيادة اللواء/ عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه والتشكيلات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية المسلحة بنهجٍ جاد لا يقبل المجاملة فأي اختراق قد يكون فادح الكلفة..

وتراجع لجنة أمن الولاية عبر لقاءاتها الراتبة برئاسة الوالي المكلف باستمرار الموقف الأمني وسير عمليات المحور الغربي بالمناقل وتتخذ مزيداً من الخطوات التأمينية للولاية والعمل على تحريرها، والتطوير الدائم لقدرات المستنفرين وإعدادهم إعداداً جيداً لحمايه أهلهم وممتلكاتهم من تعديات مليشيا آل دقلو الإرهابية..

مؤخراً؛ حقق متحرك القطاع الغربي انتصارات كاسحة على المتمردين الذين خلفوا وراءهم عربات صرصر قتالية وغيرها من المعدات والآليات..

وتفقد الوالي وأعضاء باللجنة الأمنية الخطوط الأمامية لتجديد وتأكيد ثقة الشعب السوداني في قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين في حسم معركة الكرامة ودحر المرتزقة والعملاء والمأجورين..

ويظل للأمة السودانية الحق في رفض أي هدنة أو تفاوض مع من غدر بقواتها المسلحة وأتلف الممتلكات العامة وروّع الآمنين العزل وهجّرهم من ديارهم..

انتصارات متحرك المناقل في مسارح العمليات وحجم التضحية والفداء والثبات لمنسوبيه، ودور المقاومة الشعبية المسلحة في إسناد القوات المسلحة فرض التواجد الميداني لحكومة الولاية واللجنة الأمنية بغية الإسناد والمؤازرة.. والتأكيد باستمرار أن القوات المسلحة وشركاءها من الأجهزة النظامية والمستنفرين سيضربون المتمردين بيد من حديد ويمهدون الطريق أمام عودة الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة إلى المواطن..

يترافق ذلك مع جهود كبيرة لشرطة الولاية وتضحيات جسام في سبيل الحفاظ على مقومات الأمن والاستقرار وتفعيل القانون ومنع الجريمة وهو ما نقله والي الجزيرة المكلف خلال لقائه بمكتبه اللواء شرطة عبدالإله علي أحمد مدير شرطة الولاية والدكتور العميد شرطة خالد محمد نور مدير إدارة الشؤون العامة والعميد شرطة مبارك أبكر جبريل مدير إدارة الجنايات..

اللقاء تناول الوضع الأمني والجنائي بالولاية وما تم إنجازه خلال الفترة الماضية ومساهمة الشرطة مع تشكيلات القوات النظامية الأخرى في حفظ النظام ومراقبة الوافدين..

الخير بشّر المواطنين بقرب تحقيق الانتصار على مليشيا الدعم السريع، واستباب الأمن في كل المناطق المحررة، حيث تشهد محليتا المناقل والقرشي وقرى بجنوب الجزيرة وغرب الحصاحيصا استقراراً كبيراً.

وأكد تركيزهم على كشف الخلايا النائمة بالمناقل، حيث تم القبض علي مجموعة كبيرة منهم..

** تأهيل محطة مياه المناقل

ورغم دوران رحا الحرب إلا أن ملف التنمية والخدمات يبقى حاضراً في أجندة حكومة الجزيرة، فقد انطلقت المرحلة الثالثة من إعادة تأهيل محطة مياه المناقل بعدد أربع طلمبات بتكلفة بلغت ٥٠ مليون جنيه سوداني وانتاجية ٥٠٠٠ لتر مكعب من المياه النقية تغطي حوجة كل أحياء حاضرة المحلية العاصمة الإدارية لولاية الجزيرة بتمويل من صندوق إعانة المرضي الكويتي بالتعاون مع اليونسيف..

وتعد محطات المياه وإكمالها من أولويات حكومة الولاية التي تنظر بكل تقدير لجهود إدارة هيئة المياه وماقدمته لإعمار وتأهيل كل مصادر المياه بقرى الولاية..

هذه المرحلة كما بيّن المهندس محمد عوض مدير عام مياه الولاية هي الثالثة من أصل ثمان مراحل وضعتها الهيئة لتوفير المياه وسد النقص الحاد، ويُتوقع أن تنتج المحطة بعد التأهيل ٥٠٠٠ لتر مكعب تكفي احتياجات إنسان المنطقة..

ويعد إدخال أربع طلمبات جديدة لمحطة المياه من ثمرات تدخل صندوق دعم المرضى الكويتي مع اليونسيف وفي سياق دعمه لكل مشاريع المياه النقية.. ويفرض حجم الكثافة الوافدة لمحلية المناقل تطوير وترقية الخدمات لمجابهة احتياجاتهم وتوفير السلع بالأسواق، والأدوية والكوادر الصحية..

**الوضع الصحي وتوطين العلاج

وتهتم حكومة الولاية بالعمل الصحي وتوطين العلاج لمجابهة التردد المتنامي للمرضى واحتياجات المرافق الصحية، يتراقق ذلك مع تدخلات إسانية مستمرة لمركز الملك سلمان وشركائه من المنظمات..

وتسلمت الحكومة بمركز غسيل الكلى بالمناقل خمس ماكينات غسيل كُلى مُقدمة من مركز الملك سلمان بالتعاون مع صندوق رعاية المرضى السوداني غير أن هنالك حاجة لزيادتها لمقابلة التردد الكبير للمرضى..

وبشهادة الأستاذ مدثر هارون مدير صندوق رعاية المرضى الكويتي، فإن الاستقرار الأمني الذي تشهده محلية المناقل أسهم في انسياب المساعدات الإنسانية لمتأثري الحرب ومن بينها الجوانب الصحية ممثلة في ماكينات غسيل الكُلى..

ويشير الأستاذ أسعد السر مفوض العون الإنساني بالولاية إلى أن جهود حكومة الولاية وتعاونها مع الجهات الداعمة والمنظمات الطوعية ساهم في تدفق المساعدات العلاجية والغذائية والإيوائية وغيرها..

لاحقاً تسلمت حكومة الولاية بمستشفى المناقل التعليمي دفعه جديدة من المعدات والأجهزة الطبية المقدمه من صندوق الإمدادات الطبية الاتحادي..

وتبرز أهمية إدخال الأجهزة الطبية الحديثة لتقديم أفضل الخدمات العلاجية والتشخيصية، لذلك سعت حكومة الولاية لتكملة النواقص بالمستشفيات لتقدم خدمة متميزة للمرضى، واستجلاب مصنع أوكسجين بالتعاون مع جهات ذات صلة بالعمل الصحي والإنساني.. ويأتي توفير المعدات الطبية بالمستشفيات في قمة أولويات حكومة الولاية..

وعدّ الدكتور المعز علي أحمد مدير مستشفى المناقل الذي المعدات المقدمة إضافة نوعية للمستشفى في ظل التردد العالي للمرضى، وألمح لافتقارهم لاحتياجات عاجلة من بينها إدخال الطاقة الشمسية لتعويض انقطاع التيار الكهربائي..

**تحوطات الخريف

ويضاف الخريف إلى سلسلة التحديات التي تجابهها حكومة الولاية ما حتم متابعة سير العمل في تطهير مجاري الخريف وردم البرك ضمن برنامج الاستعداد المبكر لفصل الخريف بتطهير مجاري الخريف وردم البرك لمنع انتشار نواقل الأمراض وتوالد الذباب، ولجهة أن تراكم مياه الامطار يُسهم في إتلاف البنية التحتية..

ويستلزم الأمر من المواطنين عدم رمي الأوساخ والمخلفات والأنقاض في مجاري الخريف..

وحظي سوق المناقل عقب الأمطار الأخيرة بزيارة الوالي تأكيداً لاهتمامهم بإنجاز أعمال التصريف لمحاربة نواقل الأمراض واستمرار الجهود لتطهير مصارف المياه من أجل بيئة سكنية جاذبة..

ويمضي العمل في شبكة مجاري الخريف البالغ طولها أربعة كيلومترات كما يقول الأستاذ عثمان يوسف أحمد الحاج المدير التنفيذي لمحلية المناقل، وفق الخطط الفنية، ويعضد انفعال وتجاوب حكومة الولاية مع خطة وبرنامج المحلية والهادف لخلق بيئة سكنية جاذبة، جهود إنجاح العمل وستشهد الأيام المقبلة عمليات ردم البرك بمناطق تجمعات المياه بمدينة المناقل..

وأشاد يوسف بجهود والي الولاية في تنمية وتطوير العاصمة الإدارية والمتابعة الميدانية للأنشطة الخدمية..

**السلع الضرورية

وتتابع حكومة الولاية ملف توفير السلع الضرورية بسوق المناقل وتعهدت بعدم التهاون في معاش الناس ومحاربة المغالاة في الأسعار..

وامتدحت وعي القطاع التجاري بالسوق وجهودهم لتوفير المستلزمات والاحتياجات الضرورية لاسيما وأن المناقل تحولت لسوق مركزي لقرى ومدن الولاية..

الجهود الحكومية لا تنفصل عن التنسيق مع الأجهزة المختلفة في الشرطة والنيابة والاستخبارات العسكرية بالفرقة الأولى مشاه وجهاز المخابرات العامة..

شرطة الولاية تعهدت بأن تكون العين الساهرة على الأنشطة التجارية لضمان انسياب السلع وضبط الأسعار فاستقرار الحالة الأمنية بالمناقل حقق حالة الجذب للرأسمالية الوطنية..

**الإنتاج الزراعي

ويظل الشأن الزراعي من الملفات الأعلى أهمية بالنسبة احكومة الجزيرة التي سبق لها التأكيد بأن العروة الصيفية لهذا الموسم تجد أعلى الاهتمام من رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان.

وبالتنسيق مع إدارة المشروع وشركاء الانتاج والجهات ذات الصلة سعت الحكومة لتذليل المشاكل التي تعوق المسيرة الفلاحية لا سيما في هذا الموسم الاستثنائي بكل تفاصيله والذي يمثل تحدّّياً للولاية غير أن الرهان يبقى كبيراً على نجاحه..

حكومة الجزيرة شددت على ضرورة إنجاح الموسم الزراعي المطري للعام ٢٠٢٤- ٢٠٢٥م كمورد هام لإنتاج الغذاء والخضروات وتوفير المراعي الطبيعية..

وجرى الإعلان عن استهداف زراعة 625 ألف فدان بمشروع الجزيرة هذا العام رغم التحديات الأمنية، حيث بدأت زراعة الفول السوداني أواخر يونيو الماضي، بالإضافة لزراعة الذرة الرفيعة في 100 ألف فدان.

**أخيراً

في خارطة ولاية الجزيرة تبرز منطقة المناقل كبقعة ومشكاة بيضاء تشع صموداً وتماسكاً في وجه ذلك السواد والظلام الحالك الذي ضرب درة وسط السودان بعد دخول (مغول) هذا العصر الذين لا تقبل حتى الحيوانات العيش معهم ناهيك عن الإنسان فهم كائنات متعطشة للدماء ولا يهنأ لهم عيش إلا في الخراب الذي يحدثونه بعد تهجير الناس من ديارهم، غير أن الجزيرة وتحت قيادة حكومتها المحاطة بتحديات لا تنتهي تبقى قابضة على جمر القضية فهي أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليها رسم خارطة طريق واضحة المعالم للحفاظ على أمن واستقرار المواطن وضمان عيشه الكريم وتفويت الفرصة على وكلاء تنفيذ المشروع التآمري على البلاد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى