منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

بعد الاتهامات الأمريكية للميليشيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. (البرهان وبايدن).. بيانات متبادلة

تقرير_ محمد جمال قندول

في ظهورٍ نادرٍ للرئيس الأمريكي مُتحدثًا عن أزمة السودان، اتهم جو بايدن قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمالَ تطهيرٍ عرقي، مطالبًا بوقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع العسكري.

بيان بايدن الذي خُصص للحرب بالسودان كان محط اهتمام العالم، حيث لم يمهله رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، سوى ساعاتٍ ورد عليه في بيانٍ اتسم بالوضوح وتشريح مكامن الكارثة التي حلت بالبلاد.

التكلفة البشرية

الرئيس الأمريكي جو بادين قال إنّ مساعدات دولته المقدمة للمدنيين السودانيين بلغت حوالي 1.6 مليار دولار خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أنّ أمريكا لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية، والسلام والعدالة، داعيًا جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف.

بدوره، رحب رئيس مجلس السيادة بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه، مُعربًا عن تقديره لدعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة.

وقال البرهان في بيان مساء أمس، إنّهم يشاركون بايدن القلق إزاء التكلفة البشرية للصراع الدائر الذي جلب آلامًا ومصاعب لا حصر لها لشعب السودان.

وأكد القائد العام أنّ الحكومة مصممةٌ وملتزمةٌ تمامًا بإنهاء معاناة المواطنين وبذل الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الحالي بشكل سريع وحاسم، وضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

الدبلوماسية السيادية

ويقول رئيس تحرير صحيفة الانتباهة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير إنّ إصدار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة بيانه ردًا على بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن والخاص بالسودان خلال ساعاتٍ معدودةٍ، يؤكد استعداد السودان واهتمامه بالشركاء الدوليين، ويعد دليلا أيضًا على ذكاء الدبلوماسية السيادية السودانية بأن لا تترك مساحةً للفراغ يملؤها الأعداء.

وكان الرئيس الأمريكي قد ندد بتصاعد القتال في الفاشر التي تؤوي نحو مليوني شخص ومئات الآلاف من النازحين، وكانت تحت حصارٍ دام شهورًا بواسطة الدعم السريع قبل أن يتحول الحصار إلى هجومٍ شاملٍ في الأيام الفائتة، مطالبًا الميليشيا بوقف هجومها الذي قال إنّه يؤثر على المدنيين.

ويعود بشير للرد في معرض الطرح قائلًا: إنّ فحوى بيان البرهان قد قدم وجهة النظر السودانية الثابتة تجاه السلام الشامل والكامل والمستدام، وتابع: وهي رؤية ظلت الحكومة السودانية تقولها بثبات وبمنطق في أكثر من منبر.

وأشار إلى أنّ حديث الرئيس البرهان جدد الحل السوداني للأزمة، وهو ذات ما قال به في مناسباتٍ سابقة:، أنّ السودان مع السلام الكامل ومستعدٌ للتعاون مع كل الشركاء الدوليين من أجل السلام الذي يحقق الاستقرار الكامل، والذي لا يفسح مجالًا آخرًا لميليشيا الدعم السريع في المشهد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي.

رئيس مجلس السيادة أشار في بيانه أمس ردًا على ما ذكره الرئيس بايدن بشأن الهجمات المنهجية والواسعة النطاق التي تشنها ميليشيا قوات الدعم السريع على الفاشر قائلًا: إنّ ذلك لا يعكس سوى جزءٌ بسيط من الفظائع التي ارتكبتها هذه الميليشيا الإجرامية في أجزاء أخرى من السودان.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير بأنّ رؤية البرهان تطابقت مع الذين التفوا خلف جيشهم بشكلٍ غير مسبوق لاجتثاث ميليشيا الجنجويد، حيث أنّ بيانه بالأمس أكد موقف السودان وشعبه الذي لا يريد حلًا أو وقفًا لإطلاق النار يعيد الميليشيا من جديد.

وأضاف: أنّ ما ورد من محاور في حديث الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان جاء بشكلٍ مميزٍ وفي توقيته تمامًا ويؤيد موقف الشعب السوداني، حيث أنّه قدم شرحًا مفصلًا لانتهاكات الميليشيا، خاصةً أنّ البيان أوضح لواشنطن أنّ المساواة بين الجيش وقواتٍ تمردت عليه أمرٌ غير مقبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى