
علاج المرضى النفسيين الذين يرفضون العلاج و مستوى مراحل المرض لديهم ذات أعماق متوسطة التفاوت، يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا، لكنه ليس مستحيلاً. هنالك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها، مع التركيز على بناء الثقة والاحترام لقرارات الشخص في إطار الاحتياجات العلاجية. بعض الأساليب التي يمكن استخدامها كالآتي:
1) بناء علاقة من الثقة، الرضى و القبول بين المريض و الطبيب النفسى المعالج
الاستماع الفعّال: من المهم أن يُشعر المريض أنه مسموع ومفهوم و يوجد اهتمام لحديثه، من جهة مشاعره ووجهة نظره حول العلاج. و توجد لديهم مخاوف أو مفاهيم خاطئة حول العلاج النفسي أو الأدوية و كيف تصحيح ذلك للمريض.
التفهم واحترام مشاعر المريض وقراراته يساعد في تقليل مقاومته. كما يشرح له أنه ليس مجبرًا على العلاج و اننا موجودون لدعمه و مساعدته.
2) التوعية والتعليم
قد يكون المريض يرفض العلاج بسبب نقص المعلومات أو مفاهيم مغلوطة. يمكنك تقديم معلومات واضحة ومبسطة حول فوائد العلاج النفسي والأدوية النفسية وتأثيراتها.
شرح كيف يمكن للعلاج النفسى أن يساعد في تحسين نوعية الحياة بشكل ملموس فى صحته العامة، فى الاكاديميات، الاجتماعيات و فى الشغل.
3) العلاج التدرجي
بعض المرضى قد لا يكونون مستعدين لقبول العلاج بشكل كامل دفعة واحدة. يمكنك البدء بخطوات صغيرة مثل التحدث عن مشاكلهم بشكل غير رسمي أو تحديد أهداف علاجية صغيرة وقابلة للتحقيق تدريجيًا.(هذا فى حالة المرض ليس حاد الأعراض)
ما ذكر من خطوات علاجية ممكن تتم فى جلسة كلامية علاجية قصيرة لتقييم الفهم، الرضى والقبول للعلاج النفسى الطبى.
4) العلاج السلوكي المعرفي
هذا النوع من العلاج قد يساعد في تحدي المعتقدات السلبية لدى الشخص وتغيير الأفكار التي قد تكون سببًا لرفض العلاج.
5) الدعم الاجتماعي والعائلي
في بعض الحالات، يمكن أن يساعد تدخل أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين في تحفيز الشخص على العلاج.
6) استخدام أساليب علاجية بديلة
بعض المرضى قد يكونون أكثر استعدادًا لقبول الاستمرارية فى العلاج إذا اضيف أساليب علاجية غير تقليدية، مثل العلاج بالفن، العلاج بالموسيقى، العلاج بالحركة و العلاج بالتنفس….الخ.
7) التعامل مع التحديات النفسية الأخرى
في بعض الأحيان، يكون رفض العلاج نتيجة لمشاكل نفسية عميقة مثل الاكتئاب الشديد أو الهلع او ضلالات عقلية ذهانية. لهذا يجب تقييم دقيق لمعرفة إذا كانت هذه الإضطرابات تؤثر على قدرته على اتخاذ قرار رافض للعلاج.
8) التوجيه المتخصص والتشخيص الطبي
يحصل المريض على الكشف الطبى الجسدى و النفسى من اختصاصى الطب النفسى لتقييم مدى حاجته للعلاج الشامل باجزاءه الدوائي و النفسي و العضوى متكاملا تحت اشرافه..
9) الصبر والتكرار
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر صبرًا طويلًا ومرات متعددة من التفاعل مع المريض دون الضغط عليه. أحيانًا يحتاج المرضى وقتًا لفهم فوائد العلاج بشكل كامل وقبولها.
هذا البند من أسلوب السعي للعلاج النفسي لا يمكن تطبيقه فى الظروف كما لدينا فى بلدنا و ذلك لعدم تمكن المريض و الاهله الحضور يوميا للطبيب لإقناعه بالعلاج و هم يسكنون الريف و القرى و ما يتطلب من معاناة التنقل و الصرف المالى و الوقت. ذلك يحتم على الطبيب تحديد و وضع كيفية نوعية العلاج فى الحال عند المقابلة الطبية. هنا تلعب الخبرة دورا حاسم فى بدء العلاج المناسب مع معرفة أن العلاج النفسى هو عملية تطورية متدرجة تستغرق وقتا حسب تشخيص نوع المرض النفسى.
الجزء الثانى
العلاج القسرى بطرق مختلفة
العلاج القسري النفسي هو موضوع حساس قانونيًا وأخلاقيًا، ويختلف تنظيمه من دولة لأخرى. فيما يلي شرح مبسط يساعد على فهم الأساسيات.
ما هو العلاج القسري النفسي؟
هو تقديم علاج نفسي طبي للمريض دون موافقته، ويتم عادة في حالات محدودة جدًا يحددها القانون عندما يشكل الشخص خطرًا جسيمًا على نفسه أو الآخرين بسبب اضطراب نفسي حاد مع تهيج و عنف و عدائية.
متى يُسمح به قانونيًا؟
في أغلب الدول، لا يُسمح به إلا إذا توفرت الشروط التالية:
》فى حالة التشخيص الطبي النفسى الواضح بوجود اضطراب نفسي شديد (مثل الذهان مع الهلوسة و الضلالات العقلية، الهوس الحاد و كذلك الاكتئاب مع ميول و تكرار المحاولات الانتحارية، عدم المقدرة على تلبية حاجاته الاساسية من اكل، شراب، نظافة و تغير الملابس، نشاط هادف، الإخراج، …).
》وجود خطر مؤكد على حياة المريض أو المحيطين به (كأن يحمل سلاح نارى، سكين، فرار، ساطور…..)
》عدم قدرة المريض على اتخاذ قرار واعٍ بخصوص صحته (غير مدرك بمرضه و كيفية علاجه)
》قرار من طبيب نفسى مختص وغالبًا إذن قضائي أو لجنة طبية رسمية فى حالة التحويل لمصحة نفسية علاجية.
》أن يكون الهدف إنقاذ حياة المريض أو منع ضرر خطير.
بروف معتصم اللبيب/ مستشار الطب النفسى/
مدير و معالج بمراكز الطب النفسى الخاصة بولايات: الخرطوم، النيل الابيض، الشمالية…. و اون لاين من اى موقع مع شروط محددة:-
( imo- botim – whatsapp )




