منوعات

بروفسور معتصم اللبيب يكتب :خلل غريزة الأكل الغذائى

يوجد ثلاثة إضطرابات كخلل فى أكل الطعام الغذائي للإنسان: النهام النفسى، الهزال (النحافة) النفسى و اكل مالا يوكل كطعام(أكك بعض الجمادات)

فى مقال سابق كتبنا عن النهام النفسى و فى هذا المقال نكتب عن الهزال النفسى.

الهزال النفسى (فقدان الشهيةالمرضى) Anorexia “psychosa “nervosa
☆》☆《☆

بالنسبة للشخص الذي يعاني من إضطراب في الأكل، فأكل الطعام يسبب له مشاعر و أحاسيس مختلفة. يصبح كثير الأفكار بإستمرار حول الأكل والخوف الشديد من زيادة الوزن يصبح هاجسًا له.
أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا هما فقدان الشهية العصبي (الهزال) والشره العصبي(النهام.. الشراهة). فقدان الشهية هو تجويع الذات. أما الشره فهو اضطراب يتناول فيه الشخص كميات كبيرة من الطعام (“الإفراط”) ثم يتخلص من هذا الطعام قبل أن يمتصه الجسم، إما بالتقيؤ أو باستخدام الملينات أو مدرات البول.
يعاني بعض الأشخاص من أعراض فقدان الشهية والشره العصبي معًا.

فقدان الشهية المرضى هو تجويع الذات. أما الشره المرضي فهو اضطرابٌ يتناول فيه الشخص كمياتٍ كبيرة من الطعام(افراطا). يؤدي ذلك إلى تجويع الجسم للطعام. وهذا يُسبب العديد من التغيرات الجسدية التي قد تؤدي إلى تلف الكلى والكبد، وانخفاض ضغط الدم الشديد، وقصور القلب. تشمل التغيرات الجسدية الأخرى التي قد تحدث مثل:
الاحساس بالبرد. تصبح العيون شاغرة وجوفاء. تبرز العظام وينكمش الجلد المحيط بها، المعدة تبدو بارزة و هذا يدفع المصاب للاعتقاد بأنه سمين. يتساقط شعر الرأس، بينما يظهر شعر ناعم في أجزاء أخرى من الجسم. يصبح الشعر والأظافر هشّين، ويصبح الجلد جافًا وخشنًا بسبب نقص البروتين والفيتامينات في النظام الغذائي. تنقطع الدورة الشهرية (أو لا تبدأ على الإطلاق إذا أصيبت الفتاة بفقدان الشهية قبل دورتها الشهرية الأولى). هذا يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وهو مرض يجعل العظام هشة وسهلة الكسر. ألم في البطن، إمساك، وانتفاخ. توقف النمو، مما يؤدي إلى قصر القامة الدائم. فقر الدم.

معظم المصابين بفقدان الشهية العصبي والشره المرضي هم من الفتيات؛ ومع ذلك، قد يُصاب الأولاد أيضًا بهذه الاضطرابات. يتعرض المراهقون لضغوط اجتماعية عديدة، وخاصة من وسائل الإعلام، سعيًا للنحافة. ​​قد يكون هذا الضغط عليهم، سواءً للنحافة أو اتباع حمية غذائية، قويًا بشكل خاص إذا كان أصدقاؤهم يتبعون حمية غذائية أو يحاولون إنقاص وزنهم. من السهل على المراهقين الحصول على حبوب الحمية التي تُصرف دون وصفة طبية لتقليل شهيتهم، مما يُقلل من تناولهم للطعام (وهي ممارسة قد تُصبح مُسببة للإدمان). يُمكن أن تُسبب حبوب الحمية ارتفاع ضغط الدم، وتلف الكلى، والدوار أو الهلوسة، أو حتى السكتة الدماغية المميتة.

توجد عدة اسباب لاضطراب الأكل، تختلف من شخص لآخر. نذكر بعض العوامل: وسواس قهرى ( قد يكون وسواس وجدانى، عقلى ذهانى أو صرعى) بالشعور بعدم الأمان و الرغبة المُفرطة في السيطرة على شكل الجسم المُشوه (الشعور بالبدانة) والسعي للحصول على الجسم المثالي. تاريخ اسرى من الاكتئاب أو اضطراب الأكل. مشاكل عائلية حادة. تاريخ من الاعتداء الجنسي. ضغوط اجتماعية شديدة. ضغط من الأنشطة الرياضية البدنية و قد يكون ناتج من ضلالات عقلية.

فقدان الشهية هو تجويع الذات. يُصيب هذا الاضطراب بشكل رئيسي الإناث فى فترة المراهقة بين 13 و 18 عامً. الشخص المُصاب بفقدان الشهية لديه شعور شديد خوفًا من السمنة، نادرًا لا تأكل الا القليل جدا وتصبح نحيفة بشكل خطير. لهذا يكون وزن المرضى منخفضًا.

يتأرجح سلوك بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل بين فقدان الشهية العصبي والشره المرضي. يُصاب حوالي نصف المصابين بفقدان الشهية العصبي في وقت ما بأعراض الشره المرضي.

عندما يُصاب الشخص بفقدان الشهية العصبي، يتغير سلوكه، خاصةً فيما يتعلق بتناول الطعام. قد يعاني الشخص المصاب بفقدان الشهية من:

تناول أطعمة “آمنة” فقط، وعادةً ما تكون منخفضة السعرات الحرارية والدهون.
تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جدًا.
قضاء وقت أطول في اللعب بالطعام بدلًا من تناوله، مثل إعادة ترتيبه على الطبق طوال الوجبة.
شراء الطعام وتحضيره وطهيه للآخرين فقط.

مع ازدياد هوس الشخص المصاب بفقدان الشهية بالطعام، تتغير شخصيته أيضًا. قد يصبح أكثر أنانية، حيث ينصب كل طاقته وتركيزه على نفسه والحفاظ على رشاقته. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص المصاب بفقدان الشهية من:
ارتداء ملابس فضفاضة لإخفاء نحافتها الشديدة، أو تشتكي من ضيق الملابس العادية. تقضِي وقتًا أقل مع الأصدقاء والعائلة، مما يزيد من عزلتها وانطوائها وكتمانها. تتبع طقوسًا تُبعدها عن الجوع، مثل مضغ كل لقمة 30 مرة قبل بلعها. تغضب إذا لم تتمكن من ممارسة الرياضة أو إذا تعطل روتينها اليومي

عادةً ما يكون المراهقون المصابون بفقدان الشهية طلابًا مجتهدين، بل ومتفوقين. يحاولون التعايش مع الآخرين، ويميلون إلى الكمال، ولا يرغبون في الاعتراف بحاجتهم إلى المساعدة في أي شيء. يبدون للآخرين مسيطرين على أنفسهم. ومع ذلك، فهم في الواقع غير واثقين من أنفسهم، وينتقدون أنفسهم، ويعانون من تدني احترام الذات. يهتمون كثيرًا بمدى إعجاب الآخرين بهم وبإرضاء الآخرين. قد تنبع بعض هذه المشاعر السلبية من صورة الجسم السلبية (أي شعور الشخص بمظهره). يُعد فقدان الشهية والشره المرضي من اضطرابات الأكل الخطيرة جدًا التي لا تزول من تلقاء نفسها. ومع ذلك، يمكن علاج اضطرابات الأكل بالمساعدة الطبية المبرمجة ذات مراحل و خطوات محسوبة بدقة و انضباط، للتعافي واستعادة صحته فى مجال الطب النفسى.
يعاني كثيرا من أفراد المجتمع من هذه الإضطرابات و نسبة لى تدني الثقافة فى معرفة هذا الخلل من انه مرض نفسى و يمكن علاجه.

بروف معتصم اللبيب / سودان ٢٤/١٠/٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى