ببساطة: د/ عادل عبدالعزيز مكي – الجهود العربية لإنقاذ الموسم الزراعي بالسودان

الموسم الزراعي الصيفي الذي يبدأ عادة منتصف مايو كان مهدداً بالانهيار بسبب الحرب التي تدور في الخرطوم وولايات أخرى منذ 15 أبريل 2023. أبرز الاخطار التي واجهت الموسم الزراعي توقف التمويل الزراعي بسبب وجود رئاسات البنوك بالخرطوم حيث تدور الحرب.

يؤثر فشل الموسم الزراعي في السودان على الدول المجاورة له التي تعتمد على المنتجات الزراعية والحيوانية التي تأتي من السودان، تتأثر كل من جنوب السودان واثيوبيا واريتريا وتشاد بانقطاع انسياب الذرة والدخن والفول والسمسم من السودان، وتتأثر مصر بانقطاع انسياب السمسم والقطن والمواشي الحية من السودان.

الجامعة العربية وبتوجيهات مباشرة من السيد/ أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية أبدت اهتماما كبيراً بإنجاح الموسم الزراعي بالسودان، وشكلت لجنة عليا للاهتمام بهذا الأمر يترأسها البروفيسور إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وقد عكفت هذه اللجنة على تحديد الاحتياجات العاجلة المطلوبة، وتم طرح هذه الاحتياجات للدول العربية المانحة ووجدت استجابة كبيرة وسريعة.

تم الاتفاق مع وزراء الزراعة العرب على ثلاثة أشكال من العون للسودان: الأول منح في شكل إمداد عيني من الأسمدة والمبيدات والوقود لوزارة الزراعة السودانية لتتولى توزيعها على المشروعات الزراعية. والثاني تقديم المدخلات الزراعية لمشاريع عامة وخاصة بإتباع نظام الزراعة التعاقدية، بحيث يتم تقديم المدخلات مقابل كميات محددة من المحصولات الزراعية التي تقترحها الجهة المانحة مسبقاً. والشكل الثالث يتمثل في الصفقات المتكافئة، حيث يتم تقييم قيمة المدخلات المقدمة للمزارعين، ويتم مقابلها استلام منتجات زراعية يترك تحديدها للمزارع نفسه.

بهذه الأشكال الثلاثة يتم تجاوز مشكلة تمويل الموسم الزراعي. وقد شرعت وزارات الزراعة في الدول العربية في التعامل مع الأشكال الثلاثة المقترحة، ووجدت استجابات واسعة من الشركات والهيئات العربية العاملة في مجال الزراعة.

ولاية الجزيرة من الولايات الزراعية الكبرى في السودان، ويمكنها الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة، إن لم يكن في هذا الموسم الصيفي فليكن للموسم الشتوي.

مطلوب من إدارة مشروع الجزيرة ومن القطاعين العام والخاص بالولاية التعامل الجاد والفوري مع هذه الفرصة المتاحة.

كل الشكر للجامعة العربية بقيادة ربانها الماهر أحمد أبو الغيط، ولوزراء الزراعة العرب، وللمنظمة العربية للتنمية الزراعية بقيادة العالم الفذ البروفيسور إبراهيم الدخيري. والله الموفق.