التقارير

انقلاب تشادي علي مليشيا الدعم السريع

المحور : وكالات

في تطور أمني لافت يكشف عن تعقيدات الأزمة السودانية وأبعادها الإقليمية، أعلن الجيش التشادي مصادرة شحنة عسكرية ضخمة مجهولة المصدر يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى قوات الدعم السريع، إحدى الأطراف الرئيسية في النزاع الدائر بالسودان.
وبحسب مصادر عسكرية رفيعة في العاصمة نجامينا، فإن الشحنة المصادرة تضم نحو 74 ألف طرد تحتوي على طائرات مراقبة مسيّرة ومعدات عسكرية متقدمة، وُجدت في ظروف “مشبوهة وغير مصرح بها”.
الجنرال رمضان إرديبو يشرف على العملية بنفسه
في خطوة تعكس حجم الحدث، وقف رئيس أركان الحرس الرئاسي التشادي الجنرال رمضان إرديبو شخصيًا على عملية المصادرة، حيث تفقد الشحنة وأشرف على عملية فرزها وتقييم محتوياتها.
ونقل مراسل “عاغلينيوز” عن مصادر مطلعة أن الجنرال إرديبو وصف العملية بأنها “نجاح أمني كبير” يحول دون تسرب السلاح إلى مجموعات مسلحة غير شرعية تهدد أمن المنطقة ككل.
هل كانت الشحنة في طريقها إلى السودان؟
رغم أن السلطات التشادية لم تكشف رسميًا عن الجهة المرسلة أو المستفيدة من الشحنة، إلا أن معلومات أولية تشير إلى ارتباطها بـقوات الدعم السريع، وتحديدًا الجناح المدعوم من تحالف عبد الله حمدوك المعارض، الذي يواجه اتهامات بتلقي دعم خارجي عبر طرق غير نظامية.
تطرح هذه الواقعة تساؤلات واسعة حول قنوات تهريب السلاح في الإقليم، ودور دول الجوار في مراقبة الحدود والتصدي لأي محاولات لزعزعة الاستقرار.
تشاد تُحكم رقابتها الحدودية
يُذكر أن تشاد كانت قد شددت، في الأشهر الأخيرة، من مراقبتها الحدودية مع السودان، عقب تصاعد النزاع في دارفور وتزايد عمليات التهريب العابرة للحدود، التي شملت السلاح والوقود وحتى البشر.
وتخشى نجامينا من تحول أراضيها إلى ممر خلفي لتمويل وتسليح المليشيات السودانية، الأمر الذي دفعها إلى تعزيز الانتشار العسكري على طول الشريط الحدودي، وتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني مع السودان ودول الساحل.
ردود فعل دولية محتملة؟
لم يصدر بعد أي تعليق من البعثات الدولية أو الاتحاد الأفريقي بشأن الشحنة المصادرة، إلا أن مراقبين يرون في هذه العملية مؤشرًا على تفاقم التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، وسط صمت دولي حيال تدفق السلاح في منطقة تمزقها النزاعات.
وقد يفتح هذا الحادث المجال أمام تحقيقات دولية محتملة، خاصة إذا ما ثبت تورط جهات خارجية في تمويل أو تجهيز الشحنة المصادرة.
مخاوف من تصعيد ميداني جديد
على الجانب السوداني، يُنظر إلى هذه التطورات بقلق بالغ، إذ تخشى جهات أمنية من أن تؤدي مثل هذه العمليات إلى تصعيد جديد في العمليات القتالية، خصوصًا إذا ما تبين وجود دعم لوجستي كبير يُهرّب بطرق غير شرعية إلى داخل البلاد.
تكشف حادثة مصادرة الشحنة العسكرية في تشاد عن أبعاد خفية لصراع السودان، حيث تتقاطع فيه مصالح فاعلين محليين وإقليميين، وتزداد فيه مخاطر الفوضى والتهريب.
وفي ظل استمرار الحرب، يبدو أن السلاح لا يزال يتدفق من الظل، بينما تنتظر المنطقة حلولًا سياسية تظل حتى الآن بعيدة المنال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى