التقارير

انتقام إرادة السماء من محمد كاكا… حين ترتدّ الخطيئة السياسية على صاحبها ويتوحّد الخصوم في وجهه

تبدو الساحة التشادية اليوم وكأنها تشهد فصولاً مكتوبة بعناية في دفتر القدر. الرئيس محمد إدريس ديبي “محمد كاكا”، الذي اختار الوقوف مع المليشيا في حرب السودان، يجد نفسه اليوم محاصَراً بتدفق غير مسبوق من الأحداث، حتى بدت وكأن إرادة السماء تنتقم من خياراته.

فما فعله خارج الحدود عاد إليه داخلها، وما بناه على حساب استقرار جيرانه بدأ ينهار تحته.

دعم المليشيا… الخطأ الذي أشعل دائرة النار

عندما انحاز كاكا للمليشيا السودانية، وفتح لهم الحدود ووفّر الغطاء السياسي والعسكري، ظنّ أنه يمسك بخيوط لعبة إقليمية تمنحه القوة والنفوذ.
لكن الحرب في السودان تغيّرت، والمشهد انقلب رأساً على عقب، ومعه بدأت شرارة الارتداد:
تزايد الضغط الدولي، تصدّع التحالفات الداخلية، وتحوّل ملف السودان من ورقة رابحة إلى عبء ثقيل.

توحد عشر حركات… العدالة التي جاءت من حيث لا يتوقع

اليوم، توحّدت عشر حركات مسلّحة ضده في مشهد لم يحدث منذ سنوات طويلة. خصوم قدامى، مجموعات متنافرة، وتكوينات لم تتوافق يوماً…
لكنهم اجتمعوا الآن تحت راية واحدة: مواجهة حكم كاكا.

بالنسبة لكثيرين في تشاد، هذا الاصطفاف العريض ليس مجرد حدث سياسي عابر، بل هو رسالة كونية:
من يفتح أبواب بلاده لمشاريع الفتنة في دول الجوار، ستغلق في وجهه أبواب الاستقرار في بلاده.

حين يدور الزمن دورته

ما يحدث اليوم يبدو كأنه الدرس الذي لا بد أن يصل:
القوة التي راهن عليها كاكا خارج الحدود سقطت، والتحالفات التي اعتقد أنها راسخة تلاشت، وحتى الأطراف التي صمتت طويلاً بدأت ترفع صوتها.

إنه زمن عودة الحساب.
زمنٌ تقول فيه الأحداث إن الظلم لا يستمر، وإن من يزرع النار في بيوت الآخرين لا ينتظر أن ينعم بالسلام في بيته.

المشهد التشادي يدخل مرحلة جديدة

ومهما حاولت الحكومة التشادية التقليل من شأن التحالف الجديد، إلا أن ما يجري يحمل رسالة أكبر من السياسة نفسها:
أن السماء أحياناً تُمهِل لكنها لا تُهمل، وأن الخيارات الخاطئة في ساحات الحرب قد تتحوّل إلى لعنة سياسية لا فكاك منها.

لقد جاءت لحظة الحقيقة…
وتوحدت الحركات، وارتدّ دعم المليشيا على صاحبه، وبدأت ملامح مشهد جديد تتشكل في تشاد، مشهدٌ عنوانه الكبير:
من يقف مع الباطل يسقط معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى