
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تعود الحياة الي مدينة ود مدني بهذه الصورة العاجلة فالدمار الذي خلفته مليشيا آل دقلو الارهابية لم يخطر ببال رجل غير أن عزيمة الرجال وارادة الأبطال كان اقوي من كل الظروف والمعطيات التي خلفتها الحرب اللعينة
فوجدت حكومة الولاية نفسها أمام تحدي كبير عقب تحرير الولاية وباتت مطالبة بإعادة ودمدني وبقية مدن الولاية الي سابق عهدها في ظل ضغوط شعبية واعلامية وظروف بالغة التعقيد
كل ذلك لم يثني حكومة الخير من أداء واجبها فتحملت المسؤلية كاملة وقبلت التحدي فسخرت كل الامكانيات المتاحة وعملت بطاقتها القصوي من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعودة المواطنين وتوفير الحد الأدنى لحياة مستقرة فبدات الخدمات تعود بصورة تدرجية وفق خطة واستراتجية مدروسة
فكانت الخطوة الأولى بازالات المظاهر السالبة والتشوهات التي خلفتها الحرب ومن ثما العمل بصورة جادة لعودة خدمات المياة بعد أن تعرض هذا القطاع الحيوي للتخريب والدمار والسلب والنهب فكان التفكير خارج الصندوق باستخدمام الطاقة الشمسية لعودة المياة عبر الابار الجوفية فتم تركيب اكثر من 86 وحدة جعلت المياه تتدفق داخل الاحياة وسط فرحة المواطنين كل ذلك جنبا الي جنب مع دخول محطة مياة ود مدني الي الخدمة لتطوي حكومة المالية هذا الملف بعد أن نجحت في انجازه بدرجة امتياز
ملف الكهرباء كان هو الهم الأكبر والكابوس الذي ارق الكثيرين من المواطنين لاسيما بعد الدمار الذي شمل كل المحولات التي تغذي أحياء مدينة ودمدني الا ان ذلك لم يشكل هاجسا لحكومة الولاية فبذلت مجهودات مقدرة تحت اشراف الوالي مباشرة فكانت عودة الخط الاستراتيجي الذي يغذي المرافق الخدمية والإستراتيجية كالقطاع الصحي ومحطة مياه ود مدني ثم بدأت تعود تدريجيا الي الأحياء السكنية حتي غطت ٧٠% من أحياء ود مدني بميزانية دفعت من حر مال الولاية علي الرغم من أن أمر الكهرباء شأن مركزي وخاص بالشركة السودانية لتوزيع الكهرباء الا ان حكومة ولاية الجزيرة لم تنتظر المركز من أجل راحة المواطن بادرت ودفعت حتي ينعم الجميع بالكهرباء
ولمن لا يعرفة انه السيد الطاهر ابراهيم الخير هو ابن الوسط المنحدر من ولاية سنار منطقة ابو حجار فهو رجل شجاع بعمني الكلمه و كريم حد الكرم ومتواضع ولبغ لباغة العرب وممكن نقول علية زي ما بقولو عينو حية لا ينكر المعرفه
ان وجدته بالبزه العسكريه لحسبته من المستنفرين والله حتي يعلم الجميع انا لاتربطني ادني علاقة بهذا الرجل ولكن جمعتني به احنك ظروف الولايه التي عاشها من كان موجود في تلك الفتره العصيبه في العاصمه الإداريه المناقل
اذكر انني كتبت في العام الماضي وفي الفتره الاولي من سقوط ود مدني وكان وقتها الوالي متواجد ما بين سنار وبورسودان فما ان طلبناه ان يأتي الي المناقل اسوه بوالي الخرطوم الذي اتخذ من محلية كرري مقرا له
فلم يتواني لحظة حيث انه أجاب واتخذ من محليه المناقل مكتبا له وباشر مهامه بكل تجرد لم يبحث عن البيوت الفارهه حتي يتخذ منها مقرا له ولاسرته عاش كحال الموظفين يمثل البساطة في اعلي مستوياتها والله نشهد له انه دعم المعسكرات وساهم في تسليحها وفي لبسها وهذا ليس في كتيبةواحده او كتيبتين إنما كل الكتائب كما كان يحث علي الاستنفار ويشهد تخريج الكتائب ويتابع الامر بنفسه لا يلتفت للشائعات كتب فيه من الكتاب وقالوا فيه ما لا يقوله مالك في الخمر وقالوا فيه المغرضين والمثبطين ولكن كان مثله الاعلي في ذالك رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث كان رده دائما انا لست بأحسن من الرسول الكريم لم يسلم من لسان المنافقين والكفار
ما قصده احد من المجاهدين لدعم معسكر او تسليح الا وكان حاضرا وكان دعمه سخيا وواضحا
يكفيه كان مشاركا في تحرير عاصمة الولاية كان يرابط مع متحرك سنار الي ان دخل مدينة ود مدني
وما ان حررت منطقة في هذه الولاية الا وكان حاضرا إليها
نقول لك سيدي الوالي عذرا صادفت الولاية في احنك ظروفها ولكنك استطعت ان تجعل من المستحيل ممكن لم تلتفت الي المغرضين ولا المخذلين كنت مثالا للتجرد ونكران الذات تعرف كيف تدير الازمات لم يطرق بابك احد الا ومشكلته محلوله تحديت كل الصعاب وكنت رجل ميدان من الطراز الأول وكل من كان في الصفوف الامايه يعرف قدرك وبالمقابل ينكر فضلك ساكني الفنادق وعشاق الكرنيش والكيلو لأنهم لا يستطيعون العيش في احراش الجزيره التي تجوبها انت ليل ونهار
رساله اخيره في بريد السيد الوالي
لا تلتفت الي الوراء وخلي ابنصيك حبل المرحله دي فيها وحل شديد تتطلب منك زيادة ابنص حاسب من أعداء النجاح فما أكثرهم هذه الايام
حروف اخيره وممكن نقول مطلب شعبي حاول أن تجمع بين أبناء الجزيره وتجعل الاتفاق والتأخي بينهم