الوقت … كنز نفرط به دونما إحساس _ بقلم ماجد حامد

ولأن جزءً من الثانية قد يصنع منك شخصا مميزاً، من هنا كان لا بد من إستئصال كل ثانية من كل دقيقة لجعلها شيئا لا يقدر بثمن.
يصنف الوقت من أهم وأخطر الأسلحة لكل شخص يريد أن يغير شيئا في حياته، ولكن ربما يصبح الوقت من أخطر الأضرار في حياتنا إذا لم نقم بتنظيمه وإستثماره في بناء أساسيات النجاح الشخصي، يقال قديما في بعض المجتمعات جهلا: “هيا بنا كي نقتل ما تبقي من يومنا (نقتل وقتنا بشكل صريح)
وللعلم فإن القتل هو الإنتهاء من الشيء وإبادته من الوجود، والذي هو أحد مقومات البقاء في الوجود.
فالوقت المنظم جداً هو الدليل الصريح والبرهان الواضح والأكيد على العقل المنظم جيدا.
ويروي الأمام الشافعي رواية يعلمها الجميع عن الوقت وفوائده على سبيل المثال “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” فالمعنى القريب لهذا المثل هو: القطع والبتر ولكن المعنى البعيد هنا: يقطع كل شيئ يؤدي إلي تغيرك نحو الأفضل ويفصلك عن النجاح. حتى العبادات جميعها ارتبطت بالوقت فإذا قام أحدهم في تأخيرها عن وقتها يقصى من خزانة أعماله شيئا.
ولأن الأشياء دائما لابد من أن ترتبط بالوقت؛ لكي يعرف الشخص أنه يمضي قدما نحو شيئ يؤدي إلى تغير حياته، أم أنه يستهين بتنظيم وقته فتتراكم عليه المهام، وتصبح الأعمال شاقة جدا يكاد لا يطيقها مما يؤدي إلى عوائق قد تفقده وظيفته أيضا.
يقول د. محمد مصلح الزعبي: “إن الإدارة الجيدة للوقت تنعكس إيجابا على حياة الفرد والمجتمع، وتسهم إلى حد كبير في بناء الشخصيات”
المحافظة على الوقت، والنجاح: أمران متلازمان كلما كان الإهتمام والاعتناء بالوقت عاليا كلما كان النجاح مؤكدا وسهل المنال، الأشياء الساكنة دائما تملك حيزا كبيرا في الحياة؛ لأنها ثابتة لاتستجيب للظروف المحيطة، كذلك الشخصيات التى لا تعطي للوقت أهمية في حياتها تصبح عائقا للمجتمع؛ لأنها كالمياه الراكدة، تأتي بأضرار صحية للمجتمع، والتخلص منها يستنفد وقتا طويلا، لذا نجد أن مجتمعاتنا العربية أقل إنتاجا وأقل عطاء.
الوقت الذي ينقضي من حياة الإنسان وعمره لا يعود ولا يستطيع الإنسان تعويضه، ولذلك عليه الحرص على عدم ضياعه، حتى لا يندم على ذلك.
يقول د. عبد الكريم بكار:
“إنّ حجم استغلال الوقت، ومدى الاستفادة منه يُعتبر من أهم العلامات الفارقة والفاصلة بين الأمم المتقدمة الناجحة والأمم المتخلفة، وهو كذلك الخط الفاصل بين الأشخاص الناجحين والعاديين”. ولذلك فإنّ الأمة الإسلامية في أيام ازدهارها وانتصارها ضربت للعالم أجمع أروع الأمثلة في المحافظة على الوقت، وحُسن الاستفادة منه.
الوقت سريع الانقضاء وأن ما مضى من الوقت لا يمكن إرجاعه
ابن الجوزي- رحمه الله-:
الوقتُ أنفَسُ ما عُنِيت بحفظِه
وأراه أسهَل ما عليكَ يضيع
ماجد حامد