الهيثم ابو بكر يكتب _ (ترهل الدوله ..ترهل المجتمع السوداني
يعيش السودان ترهل الدوله بكل حقيقه لان الدوله التي خلفت المستعمر لم يقوي عودها ولم تستقم سرعان مااصابها مرض التشظي والانقلابات وغابت عنها ملامح التمدن ولم يكن مؤسسيها بالعزم الكافيولا العلم الكافي فاتجهو لتقوية اوضاعهم ونفوذهم ..لم تنمو المؤسسات المدنيه ولم تتسع في كل رقعه ..لم يكن التعليم يسجل انتشار جفرافي ولا راسي ..كانت حدود السودان مرتع للدول المجاوره والدليل اليوم مانشهده من تغول واستيلاء وتهريب وتداخل قبلي ..علي الرغم من التسامح الديني وسط المجتمع لكن المساحه الواسعه في الفوارق المعيشيه والطبقيه طغت بين المدن والارياف والهامش ..تمازج المجتمع لم يكن لدرجه تمسح ذلك الفارق الاقتصادي وتذوب فيه العرقيه والقبليه .كل مجتمع متمسك بعاداته وتقاليده ولكن يتعامل مع الاخر ..كل هذه العوامل والترسبات حين بدات الدوله في الترهل الكبير من حروبات وانقلابات وثورات ظهر الناتج الذي نعيشه الان ..ترهل المجتمع ثقافيا وفكريا وسياسيا ..الان هناك تغير كبير في التركيبه السكانيه علي مستوي الجغرافيا ..هجره كبيره يشهدها السودان بالالاف سنويا ..خراب كبير يصيب البني التحتيه يؤدي الي تحول المدن الي قري كبيره ..ذبذبه في التعليم وانتظامه مع قسوة الظروف ستؤدي الي قلة الوصول الي السقف العالي منه وتصاغر اعداد المتعلمين في الارياف ..لجوء اعداد كبيره للسودان مع التوطين الممنهج يؤدي الي تولد مجتمع مسخ …هجرة الكوادر المختصه في كل مجالاتها سيجعل من السودان (دولة السودان التي كانت) لو نظرنا ثقافيا نجد التدحرج الكبير للوراء ..من دوله كان بها علماء ومفكرين ومن اول الدول التي كانت بها اذاعه محترمه وتلفاز وبريد وبرق وسكه حديد ..من دوله تتحول كل دور السينما فيها لخرابات ..وانديتها الاجتماعيه ينعق فيها البوم ..المسرح عباره عن مناسبات ودور عرض متهالك بعدما كانت الفرق تجول في كل اقاليم السودان ..الاعلام المسموع والمريء تحول لبوق السلطان حتي كوادر الاعلام تقبل ( بطريقة ما ) ..نكسه علي مستوي الرياضه تؤدي للعدم ..السلوك العدواني منتشر وسط المجتمع ..لغة التخاطب صارت لغة الشارع ..انعدام الادب العام والذوق ..بلد كاسيها الظلام ليلا والجوع نهارا ..تحول المجتمع لفرد متهالك يجري خلف لقمة العيش والستر …الخوف الكبير ان يطال هذا الترهل موادنا المحفوظه والموثقه التي تحكي تاريخ البلد وتورثنا الثقافه من كتب ومكتبات ..حالتنا الراهنه اشبه بانهيار العراق زمن دخول التتار ..وحلنا الوحيد في التمسك بسودانيتنا وهويتنا