دخلت الحرب في السودان مرحلة جديدة وخطيرة، مع تصاعد الدعم الخارجي لمليشيا الدعم السريع وبعض النشطاء السياسيين الذين يسعون إلى تفكيك الدولة السودانية وإغراقها في الفوضى. فقد كشفت التطورات الميدانية الأخيرة عن استخدام هذه المليشيا لتقنيات عسكرية متطورة ومسيرات هجومية حديثة، تؤكد وجود دعم دولي ممنهج يهدف إلى تدمير السودان وجعله مدخلًا للفوضى إلى قلب القارة الإفريقية.
ما يجري على الأرض لا يمكن وصفه بأنه مجرد صراع داخلي؛ بل هو مشروع تخريب واضح المعالم، تتشارك فيه أطراف دولية وإقليمية عبر تسليح مليشيا الدعم السريع بطائرات مسيرة هجومية، وتقنيات مراقبة متقدمة، تُستخدم لاستهداف المدنيين، والمرافق الحيوية، وتعميق معاناة الشعب السوداني.
الأخطر من ذلك، أن بعض النشطاء السياسيين، سواء عبر الحملات الإعلامية أو التحركات الخارجية، يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في تبرير هذا العدوان والترويج لمظلومية زائفة، في محاولة لتضليل الرأي العام الدولي عن حقيقة الجرائم التي ترتكب بحق السودان وأهله.
إن هذه المرحلة الحرجة تفرض ضرورة تحرك دولي عاجل وجاد، لوقف هذا الدعم المشبوه، وكشف الجهات التي تمد مليشيا الدعم السريع بالتقنيات المدمرة، وإعلان موقف واضح ضد كل من يساهم في إطالة أمد هذه الحرب العبثية.
إنقاذ السودان اليوم ليس فقط مسؤولية داخلية، بل مهمة عالمية، لوقف مؤامرة تتجاوز حدود السودان، وتهدد استقرار إفريقيا برمتها. فالصمت الدولي شراكة في الجريمة، وغض الطرف عن هذه الجرائم يعني القبول بانهيار بلد كامل تحت سلاح المليشيات ومؤامرات الساسة الطامعين.
