منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

الكوليرا تحاصر السودان بأكثر من 46 ألف إصابة وسط انهيار صحي انتشار الوبائيات: تحديات الحرب والنزوح تفاقم الأزمة الصحية

تقرير :رحمة عبدالمنعم

يواجه السودان واحدة من أخطر أزماته الصحية في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت حصيلة الإصابات بالكوليرا إلى 46,036 حالة، منها 1,216 وفاة، بحسب تقارير وزارة الصحة ،يأتي هذا الانتشار الواسع للمرض في ظل ظروف استثنائية تعصف بالبلاد، حيث يعيش الملايين تحت وطأة الحرب والنزوح، مما فاقم من الأوضاع الصحية والإنسانية

تفشي الكوليرا
ويشهد السودان تفشياً خطيراً لوباء الكوليرا، حيث ارتفع عدد الإصابات المسجلة إلى 46,036 حالة منذ أغسطس الماضي، منها 1,216 حالة وفاة وفقاً لبيانات وزارة الصحة الاتحادية، يعكس هذا الانتشار الواسع تدهوراً مقلقاً في النظام الصحي بالبلاد، الذي يعاني من آثار الحرب المستمرة منذ ابريل 2023م، وتردي الخدمات الأساسية التي تعد من الخطوط الأولى لمواجهة تفشي الأوبئة
الكوليرا، التي تعد من الأمراض المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتلوث المياه وسوء أنظمة الصرف الصحي، أصبحت أزمة وطنية تتفاقم يومياً، فقد تم تسجيل 131 إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأيام القليلة الماضية، مما يظهر تسارعاً كبيراً في انتشار المرض، الوضع الصحي في السودان بات مقلقاً إلى حد كبير، حيث يفتقر الملايين إلى المياه النظيفة، ويعيشون في ظروف بيئية سيئة، خاصة في مخيمات النازحين التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الصحية

النظام الصحي
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل الماضي، تعرض القطاع الصحي لضربة قاصمة، تسببت قذائف مليشيات الجنجويد في تدمير المستشفيات والمراكز الصحية أو توقفها عن العمل بسبب نقص الإمدادات الطبية أو مغادرة الكوادر الصحية المؤهلة، وكنتيجة مباشرة لذلك، وجدت البلاد نفسها أمام وضع صحي كارثي، فمع نزوح الملايين بسبب الحرب، أصبحوا يعيشون في مخيمات مزدحمة تفتقر إلى البنية التحتية الصحية،هذه الظروف أسهمت في تفاقم انتشار الكوليرا والأمراض الأخرى، حيث تعد المياه الملوثة المصدر الرئيسي لانتقال العدوى
التحديات لا تتوقف عند الكوليرا فقط؛ فالبلاد تواجه أيضاً تفشياً مقلقاً لحمى الضنك والحصبة، بحسب وزارة الصحة، تم تسجيل 8,572 حالة إصابة بحمى الضنك، بينها 16 وفاة، وهي أرقام تعكس حجم الكارثة الصحية التي تضرب البلاد، حمى الضنك، التي تنتقل عن طريق البعوض، تتركز بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم، كسلا، القضارف، والبحر الأحمر، أما الحصبة، فقد ارتفعت حالات الإصابة بها إلى 777 حالة، بينها 10 وفيات، مما يزيد من تعقيد المشهد الصحي في السودان

تفاقم الكارثة
وأدى النزوح الجماعي الذي فرضته الحرب إلى تدهور غير مسبوق في الوضع الصحي، يعيش النازحون في ظروف بيئية محفوفة بالمخاطر، مع نقص حاد في المياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية، هذه البيئة تعد أرضاً خصبة لانتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا وحمى الضنك، وتواجه الحكومة تحدياً كبيراً في السيطرة على انتشار هذه الأوبئة في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي، وضعف إمكانات الدولة على مواجهة هذه التحديات الصحية
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، تصبح الحاجة إلى استجابة عاجلة وشاملة أمراً لا مفر منه، يتطلب الأمر تدخلاً واسع النطاق من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير الدعم اللازم، يجب التركيز على تأمين المياه النظيفة وتحسين خدمات الصرف الصحي في المناطق الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى دعم حملات التوعية الصحية لمنع انتشار الأمراض، توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتعزيز قدرات الكوادر الصحية المحلية من الأولويات الملحة، خاصة مع استمرار تسجيل إصابات جديدة يومياً، ومن المهم أن يكون هناك دعم دولي مستدام يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق النائية والمتأثرة بشدة

آفاق الحلول
بالنظر إلى حجم التحديات الصحية التي تواجه السودان حالياً، فإن استعادة الاستقرار الصحي تتطلب جهوداً ضخمة على مختلف المستويات، تحسين البنية التحتية الصحية، تعزيز منظومة الرعاية الأولية، وتأمين الموارد اللازمة لإدارة الأزمات الصحية هي محاور أساسية للخروج من هذه الأزمة
كما أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الدعم اللازم للسودان لمواجهة هذه الكارثة الصحية، من خلال تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية والجهات الصحية الفاعلة، إن تفشي الكوليرا في السودان ليس مجرد أزمة صحية عابرة، بل هو مؤشر على مدى هشاشة النظام الصحي في البلاد، ويعكس الحاجة الماسة إلى تدخلات جذرية ومستدامة للحفاظ على حياة الملايين من السودانيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى