منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

القيادي الاتحادي الشريف الخاتم يكتب : مصر تخسر الشارع السوداني

العلاقات السودانية المصرية قديمة ضاربة في جزور التاريخ ، و هي علاقات ذات عمق ثقافي و إجتماعي بلا شك ، لكن هنالك الكثير المسكوت عنه في هذه العلاقة غريبة الاطوار ، فمصر كانت ولا زالت تدعم و تأيد حكم الجنرالات ( الإنقلابات العسكرية ) إبتدائاً من جعفر النميري ، مرورا بالمخلوع البشير و أخيرا البرهان ، لم يفتح الله عليها بكلمة أبان الحراك الثوري في العام ٢٠١٨ ، بل سارعت عبر مخابرتها لتمكين العسكر بعد سقوط نظام البشير في ١١ أبريل ٢٠١٩ ، ولا أجدني أشك لحظة ، أن لها مشورة في فض إعتصام القيادة العامة الذي كان محاكاه لفض رابعة العدوية في مصر ،
إلا أننا شعب يقدس الحرية و يعشق الموت في سبيلها ، فالحرية نور و نار ، فمن أراد نورها فليسطلي بنارها ، فها نحن اليوم نسطلي بنارها و نقدم الشهيد تلو الشهيد طوال أربع سنوات هي عمر الثورة المجيدة الظافرة المظفرة بقية أن نرى نور الحرية،فلم تلن لنا قناه و لم نتزحزح قيد أنملة عن موقفنا الثابت لتحقيق الحرية و السلام و العدالة ، كان خير لمصر كدولة جارة أن تحترم رغبة الشعب السوداني و تختار الموقف الصحيح ، فهذا يدعم علاقاتها الإستراتيجية في المستقبل القريب .
و في خضم الازمة الحالية للإنتقال الديمقراطي ، سعت مصر لعرقلة الجهود المبذولة من المجتمع الدولي و أبتكرت ( مقترح للحوار ) الذي قوبل بالرفض القاطع ، فكان الأجدى و الأنفع لها ، أن تدفع و تدعم العملية السياسية الحالية ، بدلا من وضع المتاريس في طريقها .
مصر لا تريد للسودان أن يستقر سياسيا و إقتصاديا ، إلا إذا جآت حكومة مولاية لها ، و ذلك لعده أسباب ، نذكر منها تصدير السلع الخام و الإستفادة القصوى من فائض القيمة، مثل الصمغ العربي، الكركدي ، السمسم، و الماشية بمختلف أنواعها ، الخ ، و من ثم إعادة تصنيعها و تصديرها على أنها منتج مصري !!
و هذا حتما لن يتحقق لمصر في ظل نظام حكم مدني ديمقراطي حر ، لذلك ستسعى مصر بكل ما تملك من قوة إستخباراتية لتخريب التحول المدني الديمقراطي في السودان . ولاتزال مصر تحاول إجهاض الثورة السودانية و لن تتوقف عن بذل أي جهد يحقق هدفها ، و يرجع هذا في رأئي لأسباب كثيرة ، مثل أنتقال العدوة( الحكم المدني الديمقراطي ) إلاستقلال الأقتصادي و فتح ملف مثلث ( حلايب، شلاتين و أبورماد ) المحتل بقوة السلاح ، هذه الأسباب و غيرها ، كفيلة لمصر المنهارة أقتصادياً أن تحاول تفشيل العملية السياسية الجارية الآن و الإستعانة بمناديبها الذين إستعان بهم العسكر في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١،
خسرت مصر الشارع السوداني الثوري ، الذي يمثل الشباب قوامة و عموده الفقري حيث يمثل شباب السودان ( ٧٠ إلى ٧٥ في المئة) من تعداد السكان ، خسرت المستقبل في علاقتها السياسية و الاقتصادية بموقفها ضد تطلعات الشعب الثائر ، و اختارت ( الكتلة الديمقراطية ) نصيرة الأنقلاب و حاضنتة السياسية المغضوب عليها من الشارع السوداني ، نحن نقول للإخوة في مصر غيرو موقفكم قبل فوات الأوان ، فقد طفح الكيل و بلغ السيل الذبى ، عسى أن يغفر الشعب السوداني لكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى