القوات المشتركة والجيش يحبطان تهريب أسلحة متطورة لدارفور بعملية نوعية ضبط الأسلحة المهربة.. ضربات موجعة للمليشيا
تقرير : رحمة عبدالمنعم
بيان رسمي يهاجم الإمارات العربية المتحدة لدعمها تهريب الأسلحة عبر
ذكرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بالتنسيق مع الجيش، أنها نجحت في إحباط عملية تهريب أسلحة خطيرة كانت تستهدف مليشيا الدعم السريع. ووصفت العملية التي تمت في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد قرب مدينة نيالا بـ”النوعية”، حيث أسفرت عن ضبط طائرات مسيرة متطورة وأسلحة خطيرة أخرى، فضلاً عن القضاء على عدد كبير من عناصر المليشيا
تفاصيل العملية
وأعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بالتنسيق مع الجيش، عن إحباطها محاولة تهريب شحنة أسلحة متطورة، تضمنت طائرات مسيرة معدلة للأغراض العسكرية، كانت في طريقها إلى مليشيا الدعم السريع لاستخدامها في هجوم كبير على مدينة الفاشر.
وذكرت القوة، في بيان رسمي، أن العملية النوعية التي نفذتها قوات المهام الخاصة جرت قرب مدينة نيالا في الساعات الأولى من صباح الأحد، وأسفرت عن ضبط ثلاث طائرات مسيرة كبيرة قادرة على حمل أربعة صواريخ جو-أرض لكل منها، وست طائرات أصغر قادرة على حمل صاروخين لكل منها، كما تمت مصادرة الشحنة بالكامل وقتل أكثر من 30 عنصراً من مليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى تدمير ثماني آليات عسكرية
بحسب البيان، فإن الطائرات المضبوطة تُعرف بطراز “Danger Propellers”، وتم تصنيعها في جمهورية التشيك من قبل شركة “وودكومب بروبيلرز”. وتُعد هذه الأسلحة من النوع الذي يُستخدم عادة في المعارك الجوية، مما يشير إلى تصعيد نوعي في مستوى التسليح الموجه إلى المليشيات، وأكد البيان تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في تمويل هذه الأسلحة وتنسيق مرورها عبر الأراضي التشادية
الأداء الاستخباراتي
وفي هذا السياق، قال الصحفي احمد عبد القادر لصحيفة الكرامة:ما يميز هذه العملية ليس فقط إحباط تهريب شحنة خطيرة، بل أيضاً التوقيت الحساس الذي يكشف حجم التحديات الأمنية التي تواجه السودان. الطائرات المسيرة ليست جديدة على ساحة الحرب في السودان، ولكن استيراد معدات معدلة ومتطورة يوضح مدى الدعم الخارجي الذي تتلقاه المليشيات، وهو ما يزيد من خطورة هذا النوع من التهديدات
وأضاف عبد القادر: “نجاح القوات السودانية في ضبط هذه الشحنة قبل وصولها إلى الفاشر يعكس تطوراً كبيراً في الأداء الاستخباراتي والتنفيذي، ويؤكد أن القوة المشتركة تعمل بكفاءة عالية في حماية أمن البلاد
أما الخبير العسكري العميد (م) حسن عبد الله فقال” للكرامة”: في سياق الحرب الراهنة، تُعد الطائرات المسيرة واحدة من أكثر الأدوات الفعالة، حيث تتيح للمليشيات ضرب أهداف دقيقة دون خسائر بشرية مباشرة،ضبط هذه الشحنة يمثل إنجازاً مهماً، حيث أن هذه المعدات كان يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في ميزان القوى لصالح المليشيا
وأكد عبد الله أن الكشف عن مصدر الطائرات وربطها بدولة أوروبية يمكن أن يكون مفتاحاً لتحرك دبلوماسي يطالب بمساءلة الدول والشركات التي تساهم في تأجيج الحرب
تحذيرات إقليمية
وجه البيان رسائل قوية لدولة الإمارات والنظام التشادي، فقد طالب الإمارات بالكف عن دعم مليشيا الدعم السريع، واصفاً ذلك بأنه “مشروع خاسر”، أما تشاد، فقد ندد البيان بدورها في تسهيل عبور الأسلحة عبر أراضيها، محذراً من تداعيات ذلك على العلاقات التاريخية بين البلدين
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي مصطفى عبد الرحمن لصحيفة الكرامة :البيان يحمل إشارات واضحة إلى أن السودان مستعد لمواجهة التهديدات الخارجية بالطرق العسكرية والسياسية على حد سواء، كما أن تسمية الدول المتورطة تعكس رغبة السودان في الضغط عليها دبلوماسياً لكبح جماح تدخلاتها ..حسب تعبيره
استعدادات متواصلة
وأكدت القوة المشتركة، في ختام بيانها، أن القوات السودانية ستظل متأهبة للتصدي لأي تهديد داخلي أو خارجي، مشددة على التزامها الكامل بحماية البلاد من أي مخططات تستهدف أمنها واستقرارها.
في ظل تصاعد الحرب داخل السودان، يمثل هذا الإنجاز نقطة فارقة في مساعي البلاد للحفاظ على سيادتها ومقدراتها، على الرغم من التدخلات الإقليمية والدولية التي تعقد المشهد بشكل كبير