الفاتح داؤد يكتب ،،، معسكرات اللاجئين نذر أزمة إنسانية محتملة

رغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي اثارها خبر انتشار مرض جدري القرود بمعسكرات اللاجئين بالقضارف،كشف مصدر موثوق”فضل حجب اسمه” عدم صحة التقارير والمعلومات المتداولة حول حقيقة المرض، مؤكدٱ أن الفحوصات المعملية التي تمت اثبتت أن الحالات المرضية المزعومة عبارة عن حالات جدري عادي، لافتا إلي وجود (75) حالة إصابة مؤكدة وسط اللاجئين بالمعسكرات .
حكومة القضارف كانت قد أعلنت جملة من التدابير الاحترازية و الأمنية و الصحية للسيطرة علي المرض المزعوم ،كانت أبرزها اغلاق المعسكرات بصورة كاملة،و منع المنظمات من دخولها، ووقف تصاريح المرور للاجئين وغيرها ،
لكن اتضح لاحقا أن تلك الإجراءات ،وما رافقها من إزمة مطلبية بين منسوبي المعتمدية والمفوضية السامية للاجئين،قد أفرزت كارثة إنسانية بدأت ارهاصاتها تلوح في الأفق،حيث حولت تلك الإجراءات معسكرات اللاجئين، إلي مدن اشباح طاردة و خالية من مظاهر الحياة العادية. بسبب انسحاب أو” إرغام المنظمات” التي كانت تقدم خدمات الطعام والأيواء وغيرها، لعشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين تحولوا الي رهائن.
مصادر أكدت حرمان أكثر من (600)طفل من ضحايا الحرب الذين فقدوا ذويهم من الغذاء والدواء والرعاية الصحية والنفسية.
السلطات الحكومية مطالبة بالتدخل لحسم الأزمة القائمة،بين المفوضية والمعتمدية ومراجعة سياسيات واستراتجيات إدارة الملف الانساني ،حتي لايتحول الي أزمة بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي.