منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

الفاتح داؤد يكتب،، زيارات السفير الأمريكي الي الولايات السياق والتوقيت

يبدو ان السفير الأمريكي في حاجة إلي الاستماع أكثر الي جميع الفاعليين في المشهد السوداني من السياسيين والأكاديميين
ومنظمات المجتمع المدني، بعيدا عن التقارير الإعلامية و الاستخبارية، التي ثبت عدم نجاعتها إلي جانب حاجة السفير الي التعرف علي طريقة تفكير النخب السياسية لاستيعاب القواسم المشتركة فيما بينها وتحليل المبادرات ثم البناء عليها، وهذا المدخل في تقديري يمثل الجملة المفتاحية للتعاطي مع الحالة السودانية المعقدة ،خاصة أن السفير “غودفري” ينحدر من خلفية استخبارتية معتقة، حيث كان يعمل منسقا سابقأ في مجال مكافحة الإرهاب ،ثم مستشارا في السفارة الأمريكية في الرياض ،ومسؤولا سياسيا في البعثة الأمريكية في سوريا، ويجيد السفير غودفري التحدث بالغة العربية بطلاقة.وتعد مهمة الخرطوم التي ترفع فيها الي درجة سفير في أكثر مناطق افريقيا سخونة واضطرابا،بمثابة اختبار حقيقي لقدرات الرجل الدبلوماسية، مدي تمكنه من اقناع الفرقاء السودانيين من التوصل إلي تسوية سياسية تنهي لحالة اللا استقرار في السودان .
خاصة أن الطريق يبدو معبدا أمام السفير لإنجاز صفقة سياسية مقبولة،بعد حصوله علي ضمانات من القادة العسكريين الذين أبدوا ذهدهم في السلطة، واستعدادهم للانسحاب من المشهد السياسي، حال اتفاق المدنيين لكن ما لا يعلمه الفرقاء المدنيين ان السفير الجديد ينطلق في مقاربته للحالة السودانية من ” ثقافة سياسية مختلفة “وهنا يكمن الفرق بين المثقفين الغربيين و السودانيين من حاملي الثقافة الديمقراطية، فالسودانيين أغلبهم ذو ثقافة ديمقراطية ضعيفة، لاتخلو من رواسب
شمولية ، تشكل في ظلالها العقل السياسي السوداني، و هو التحدي الاهم الذي سوف يعقد مهمة السفير الأمريكي لدفع الفرقاء نحو تشكيل سلطة مدنية. وقد يكتشف لاحقأ أنه يتحدث مع قوى سياسية تتحدث بخطاب ديمقراطي مثالي ،فيما تتعامل مع مناوئيها بسلوك شمولي متوحش، يدفعها دفعا الي ممارسة الإقصاء و احتكار الحلول السياسية.كما يواجه
حالة سودانية متفردة تكمن في أن معظم المجموعات السياسية المتصارعة ،تفتقر الي التجرد والمصداقية في إيمانها بالعملية الديمقراطية، لاعتقاد كل مجموعة انها الاجدر بالسيطرة علي السلطة السياسية ،الأمر الذي يصعب من مهمة البحث عن مخرج سلس للأزمة.لان تعلق كل مجموعة بالسلطة يدفعها الي وضع شروط ممعنة في التطرف، لحرمان الأخرين من المشاركةفي السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى