منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
قضايا وحوادث

العناية الإلهية تنقذ معلمة من طلقة طائشة استقرت على ظهرها ببحري

بحري : عبدالله عبدالرحيم

كان صباح اليوم الأحد يوماً أليما إذ بدأته بمرض الحساسية الذي الم بي من مساء يوم امس السبت وحرمني النوم . وقد تغيرت ملامحي بالكامل مع اختناق شديد و تورمت انفاي وحلقي ولساني.. وكم تألمت زوجتي منى النور كثيراً وهي تراني أتلوى من الألآم و لا تعرف حيلة إلا وأتبعتها لتخفيف ما ألم بي من داء وقد جعلني أتناول حبتين (انتتستين) لتخفيف المرض، و نجح في ايقاف التورم واتفتحت انفي وحلقي وبدأت اتنفس والحمد لله. وبدأ النوم يدب علينا..
ولكن .. سرعان ما أيقظنا رنة تلفون من شقيقة زوجتي( نوال) في الثالثة صباحا اخبرتنا ان طلقة طائشة اصابت أستاذة مواهب الأخت الصغرى لزوجتي على ظهرها وهي في عز نومها مع هبايب ونسمات الصبح العليل..
يا الله كم هذا اليوم بدأ ثقيلاً و مقلقاً لنا.. تركنا أبناءنا نياما و هرعت مع زوجتي للحاق باستاذة مواهب وهي في طريقها لمستشفى بحري وقبل ان ادير محرك السيارة اخبرونا ان طوارئ بحري داخلين في إضراب، وتوجهوا الى المستشفى الدولي وهؤلاء ايضاً قاموا بتحويلها لمستشفى المعلم لجهة أنها تتبع لهذه الجهة تخفيفاً لاتعاب وأعباء العملية التي ستجرى لاحقاً، بعد أن طمأنونا بأن الطلقة لم تصل لمحل خطورة وأنما عالقة في العضلة الخلفية للظهر وهي أقل خطورة..
سلكنا طريقنا لمستشفى المعلم وتم اجراء صورة للطلقة وعمل الاسعافات الأولية وطالبونا بأورنيك (
8) لأن الأصابة قد تتعلق بأمر جنائي فالطلقة لا يمكن ان تمر مرور الإصابات الأخرى، كإجراء روتيني وحسناً فعلوا لأننا كصحافيين كنا لن نتجاوز اذا تم الامر دون هذا الإجراء فشأننا في ذلك شأن التحري.. و لكنهم اخبرونا عقب صلاة الفجر بأن قسم الجراحة ايضا مضربين ..
يا الله،، اللعنة على الإضراب واسبابه. توجهنا من ثم لمستشفى الشرطة… والحمد لله قاموا باللازم وباخراج الرصاصة الطائشة التي لم تجد غير جسد استاذة مواهب المتعب بالشرح وتدريس المواد الأكاديمية التي تحتاج لعضلات وعظام سليمة لعقول اضناها تغييرات الأهوال والأحوال السياسية التي أضرت ببلادنا كثيراً..
عوافي استاذة مواهب وأجر وعافية على هذا الإبتلاء الذي “صادف” أهله،، إذ ان المعلمين في بلادي خلقوا ” ليحترقوا ” إما بجمر شظف العيش و”التقريض” لهم في ” المواهي جمع ماهية” مثلنا أو احتراقا ” بالطباشورة”. وفي كل الأحوال هم يحترقون ولو علم مطلق هذه الرصاصة إنها ستصيب معلمة،، لتردد الف مرة قبل ان يطلقها..
المجد عوفي استاذة مواهب وان شاء الله أجر وعافية وتعودي اقوى لتعليم وتدريس ” العصابة” الذين لا نملك لهم حيلاً ولا طاقة..
اللهم عافها وإجعل ما أصابها أجراً لها وفي ميزان حسناتها وأجزي اخوتها أجرا كثيراً على صبرهم الذي فاق حد الوصف..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى