العقوبات الأوروبية لن تثني الفريق صبير عن دوره الوطني.. جنرال هيئة الاستخبارات..رجل المهام الصعبة
تقرير :رحمة عبدالمنعم
في خضم الحرب الدائرة التي تعصف بالسودان، برز الفريق محمد علي أحمد صبير كأحد أبرز القادة العسكريين الذين تتصدر أسماؤهم الصفوف الأمامية للمعركة ضد مليشيا الدعم السريع، مستنداً إلى إرث طويل من الخبرة العسكرية والعمل الدبلوماسي الميداني، يمثل صبير اليوم شخصية محورية في المؤسسة العسكرية السودانية، حيث يشغل منصب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، وهو منصب بالغ الحساسية في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب قيادة صارمة وحاسمة
جذور عميقة
تنحدر اصول الفريق صبير من ضاحية العيلفون، الواقعة شرقي العاصمة الخرطوم، وهي منطقة لطالما ارتبطت برموز وطنية تركت بصمتها على صفحات تاريخ السودان، ترعرع في بيئة تجمع بين القيم التقليدية وحب الوطن، ما شكّل شخصيته القيادية المبكرة
المسيرة العسكرية للفريق صبير كانت حافلة بالمحطات الهامة التي أكسبته خبرة ميدانية وإدارية استثنائية، قبل أن يصبح رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية، شغل منصب نائب مدير الهيئة، وهو ما أتاح له الاطلاع المباشر على ملفات الأمن القومي الحساسة ،لم تتوقف أدواره عند العمل العسكري التقليدي، بل امتدت إلى الدبلوماسية الأمنية، حيث كان ملحقاً عسكرياً بسفارة السودان في جوبا، عاصمة جنوب السودان، هناك، برع في إدارة الملفات المشتركة المعقدة بين الخرطوم وجوبا، ما عزز مكانته كخبير في بناء التفاهمات الأمنية الإقليمية
إلى جانب خبرته العسكرية والدبلوماسية، كان للفريق صبير دور بارز في عملية السلام، حيث ترأس لجنة الترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا للسلام الموقع مع الحركات المسلحة في أكتوبر 2020، هذا الدور جعله قريباً من ملفات الحركات المسلحة وآليات إدماجها في العملية السياسية، وهي تجربة ساهمت لاحقاً في إعداده لمواجهة الحرب الدائرة اليوم بكل تعقيداتها.
قيادة حكيمة
مع اندلاع الحرب في السودان، تولى الفريق صبير مسؤولية إدارة واحدة من أكثر المهام حساسية وتعقيداً، وهي قيادة هيئة الاستخبارات العسكرية. تحت قيادته، أصبحت الهيئة ركيزة أساسية في العمليات العسكرية والاستخباراتية التي تهدف إلى استعادة السيطرة وفرض الأمن في مواجهة مليشيات الجنجويد
يتحدث الصحفي النذير بابكر عن دور الفريق صبير قائلاً “للكرامة”: الفريق صبير ليس مجرد قائد عسكري، بل هو استراتيجي ذو رؤية طويلة المدى، دوره في الحرب الحالية تجاوز حدود التخطيط التقليدي، حيث يقود العمليات الاستخباراتية بدقة متناهية تُسهم في تحقيق الأهداف العسكرية الكبرى
أما الخبير الأمني الدكتور حسن عبد الله، فيرى أن الفريق صبير يمتلك معرفة شاملة بتكتيكات المليشيات وأسلوب عملها، وهذا ما يجعله عنصراً أساسياً في الحرب، قدرته على تحليل المواقف واتخاذ القرارات الصعبة في اللحظات الحرجة تؤكد أنه قائد من طراز رفيع، إلى جانب ذلك، يُعرف عن الفريق صبير إيمانه العميق بأهمية الالتزام الوطني، وهو ما يظهر جلياً في استمراره بقيادة العمليات العسكرية رغم التحديات المتزايدة التي تفرضها الحرب على كافة المستويات
العقوبات الأوروبية
وفي تطور لافت، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين فرض عقوبات إضافية على السودان، شملت الفريق صبير ،الذي اتهمه الاتحاد بالتورط في “المضايقات والاعتقالات التعسفية ضد المجتمع المدني” ،غير أن هذه العقوبات قوبلت بانتقادات واسعة من قبل مراقبين سودانيين، اعتبروها جزءا من حملة ضغط سياسي تستهدف قيادات الجيش السوداني في توقيت حساس
الصحفي علم الدين عمر أشار إلى أن العقوبات الأوروبية ليست سوى محاولة لعرقلة الجهود العسكرية السودانية في مواجهة المليشيا، الفريق صبير شخصية وطنية مشهود لها بالنزاهة والكفاءة، وهذه الاتهامات لا تعدو كونها افتراءات تهدف إلى تشويه صورته أمام الرأي العام
بدوره، يرى المحلل السياسي الدكتور إبراهيم عثمان أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى أدلة دامغة على الاتهامات الموجهة للفريق صبير واضاف” للكرامة”:العقوبات هي رسالة سياسية أكثر من كونها عقوبات قائمة على وقائع، ومن المستبعد أن يكون لها تأثير حقيقي على مسار الحرب أو على عزيمة القادة السودانيين
رمز وطني
رغم كل ما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية، يظل الفريق محمد علي أحمد صبير رمزاً وطنياً للصمود والثبات ،قدرته على إدارة الحرب بتوازن بين القوة والحكمة تجعل منه شخصية قيادية استثنائية في واحدة من أصعب الفترات التي تمر بها البلاد
في وقت يراهن فيه البعض على إضعاف المؤسسة العسكرية السودانية من خلال العقوبات والضغوط الدولية، يثبت الفريق صبير أن السودان يمتلك قادة قادرين على مواجهة التحديات بكل شجاعة وحكمة ،ومع استمرار الحرب، يظل اسمه مرتبطاً بالإصرار على تحقيق النصر وحماية السودان من كل الأخطار التي تهدده
ولا شك أن الفريق محمد علي أحمد صبير يمثل اليوم نموذجاً للقائد الوطني الذي يضع مصلحة بلاده فوق كل اعتبار، متجاهلاً كل الاتهامات والضغوط، وماضياً بثقة نحو تحقيق الأهداف التي تتطلع إليها القوات المسلحة والشعب السوداني.