الطيب عبدالماجد يكتب _ بين الجزلي وصلاح سعيد قصة وطن ما سعيد
طالعت رسالة مؤثرة من الإعلامي الكبير الأستاذ عمر الجزلي
شكى فيها تجاهل الوطن والناس حتى ولو بالسؤال بعد نصف قرن من العطاء والجمال ….!!
تشعر فيها بمرارة في حديثه وهو عاتب بأنه مريض ولا أحد يتبرع ولو بالسؤال
وهو ليس في حاجه مادية أكثر منها معنوية ….!!
الأستاذ عمر الجزلي ومنذ أن وعينا وجدناه علماً إعلامياً
مميزاً ورقماً كبيراً في الإعلام لايمكن تجاوزه وعطاء بلا حدود
إستطاع ان يوثق لتاريخنا الأدبي والثقافي والسياسي والفني
باستضافته لشخصيات سودانية ( ناصعة ) عبر برنامجه
المحضور ( أسماء في حياتنا )
فمن المعيب أن يسقط اسمه بهذا الشكل ومن المجحف ان نتجاهل مبدعينا ورموزنا بهذا التقاضي ….فاكرموا الرجل ولو بالسؤال……!!
بتذكر أنا لما جيت التلفزيون من الداخل ولاقيت
عمر الجزلي دا ….أول حاجه اتفرجت فيه هو ذاتو ….
من فرط إعجابنا بهذه الرموز ….!!
ولمن لايعرف ( عمر الجزلي ) عن قرب فالرجل رغم الصرامة التي تبدو على محياه أحيانًا لكنه ودود حد الرقة
وحنين درجة الجمال …!!
عمر الجزلي دا لما يضحك من اعماقه فانت أمام ضحكة طفل …كاملة الدسم
لكنه عندما يطل في نشرة التاسعة …..( بعبيها ) زي ماقال الكتاب …..!!
دا مش مفروض تسألوا عنو ….المفروض يكون في استوديو إسمو أستديو ( عمر الجزلي ) يشوفو وهو حي …
وان شاءالله يوم شكرو ما يجي …!! وله العافيه وطول العمر
وهناك في المقابل
يرقد المترف ( صلاح حاج سعيد ) مريضاً دون سؤال
وما أدراك ما صلاح …..!!
زول كتب
لسه بياناتنا المسافة والعيون
واللهفة والخوف والسكون ……
هسا دا زول بخلو بينو مسافة وما بنعرف الحاصل عليه شنو …!!؟؟؟
وهو القائل
لا رسالة تجينى منـّك لا خبر طمنـِّى عنك
وإنت سايق فينى ظنك
رغم إنك ..
إنت عارف إنو منك ..
لا الزمن يقدر يحول قلبى عنك
لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
شغلتم وانتهت يا ابوصلاح ..!!
صلاح حاج سعيد دا هو الكتب
لقيتو واقف منتظر
تشتاق عيون لي طلعتو
نفس الملامح والشبه
والمشية ذاتها وقدلتو
وصدح بها الرقيق ( الطيب عبد الله ) في أبلغ صور الشوق والحنين والتي ( هبشت ) المتلقي السوداني من جوه
وهو لايعلم أين أخذت الحياة الطيب والسعيد …؟
ليقدل ( حاج سعيد ) مع البلابل وينورن ….!!
وينور كل شارع سوداني ….ويدغدغ قلوب المنتظرين على حافة الأمل وبوابات الرجاء وعتبات البيوت ….!
ونور بيتنا وشارع بيتنا يوم ما جيتنا
يا الهليت فرحت قلوبنا
واطريتنا الليلة وجيتنا
ولم يطراه احد …!!
لم يكن ( صلاح ) يدري أنه يكتب لنفسه وآخرين إنو الحب طريقو قاسي وصعيب من أولو ..
وهو من نثره فينا حرفاً وعطر .….!!
وما قلنا ليك الحب طريق
قاسي وصعيب من أولو
ما رضيت كلامنا وجيت براك
أهو ده العذاب اتحملوا….
ليشكل ثنائيه مدهشة مع الملهم مصطفي سيد احمد حيث كان لقاء السحاب
وكان نفسي أقولك من زمان
بالكاتمو في سري
ومكتم في حشاى مدسوس سنين…..
صلاح حاج سعيد الرمزية في أبهى معانيها …والحب
عنده طعم ….والشوق كما ينبغي ان يكون
الا سايق فيني ظنك
وهذه التي وضع اساسها ود المهدي
وبنيتها انت جروف …
طوريتك في الطين مرمية
كوريتك يابسة ومجدوعة
لا غيبتك كانت مرضية
ولا فوتك كانت مبلوعة
والله رقدتك الدون سؤال دي هي الما مبلوعة يا أبو صلاح …..إلا البلد مفجوعة …..!!!
وسطوة محاسنك عندى ما كسرة جفون
تحدث عن نفسه دون ان يدري في ايقونته الساحرة الحزن النبيل
وبقيت اغني عليك
غناوي الحسره والاسف الطويل
وعشان اجيب ليك الفرح
رضيان مشيت للمستحيل
ومعاكي في آخر المدى
فتيني ياهجعة مواعيدي القبيل
بعتيني لي حضن الاسى
وسبتيني للحزن النبيل…..
تحية الصحة والعافيه لك …والرجل في حاجه فقط الي سؤال….مجرد سؤال…..!!
فهل عز السؤال…..!!
وبين عمر والسعيد حكاية وطن وقصة ريد …!!
وكان نفسي اقولك من زمان …!!
معقولة يا بلد …!!؟