منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
الاخبار

السودان يحشد دعماً واسعاً في مواجهة تحركات نيروبي بيان الخارجية.. تأكيد دولي على شرعية الحكومة

تقرير : رحمة عبدالمنعم

في خطوة تعكس تصاعد التوتر الإقليمي حول الأزمة السودانية، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً أكدت فيه تقديرها للمواقف الدولية الرافضة لمحاولات تهديد سيادة السودان ووحدته، والتي تجلت في المساعي الرامية إلى إقامة سلطة سياسية موازية بقيادة مليشيا الدعم السريع انطلاقاً من كينيا، وبإشراف الرعاة الإقليميين للمليشيا.

بيان الخارجية

وأكدت الخارجية السودانية في بيانها أمس الاحد ، أن موقف المجتمع الدولي الرافض لمحاولات شرعنة مليشيا الدعم السريع يعكس عزلة سياسية للمشروع الذي تدعمه نيروبي، والتي باتت تُوصف – وفق البيان – بأنها “دولة مارقة” على الأعراف الدولية، بعد احتضانها لمليشيا “الإبادة الجماعية” ودعمها في مساعي إقامة كيان سياسي خارج إطار الدولة السودانية.

وأثنت الخارجية السودانية على المواقف “المبدئية القوية” التي تبنتها كل من مصر، السعودية، قطر، الكويت، وتركيا، إلى جانب الدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن، وهي الجزائر والصومال وسيراليون، فضلاً عن مواقف القوى الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيانا، الذين أعربوا عن رفضهم القاطع لأي إجراءات من شأنها تهديد وحدة السودان.

مواقف دولية

وتوالت ردود الفعل الدولية الداعمة للحكومة السودانية والرافضة لمساعي نيروبي لاحتضان قيادة مليشيا الدعم السريع ومنحها غطاءً سياسياً، حيث جاء الموقف المصري واضحاً خلال لقاء وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إذ شدد الطرفان على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أي تدخلات تمس وحدة البلاد.

وفي السياق ذاته، شددت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي على رفضها “أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تجري خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية”، مؤكدة دعمها لوحدة السودان وأمنه واستقراره، وضرورة منع أي تحركات من شأنها تكريس الانقسام.

أما دولة قطر، فقد أكدت على دعمها الكامل “لوحدة واستقلال وسيادة السودان”، ورفضها لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، داعية الأطراف السودانية إلى تقديم المصلحة الوطنية العليا والتوصل إلى تسوية سياسية تحفظ وحدة البلاد.

وفي ذات الاتجاه، جاء موقف دولة الكويت التي أكدت رفضها “لأي إجراءات غير شرعية تُتخذ خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية”، معتبرة أن أي محاولة لإقامة سلطة موازية يعد انتهاكاً لسيادة السودان، كما دعت الكويت جميع الأطراف إلى الالتزام بمخرجات “إعلان جدة”، الموقع في مايو 2023، باعتباره الإطار الرئيسي لحل الأزمة السودانية.

من جهتها، أعربت تركيا عن “حزنها العميق” إزاء استمرار الحرب في السودان، مؤكدة أهمية “عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها الإضرار بوحدة السودان وسلامة أراضيه”، وشددت أنقرة على استعدادها “لتقديم كافة أنواع المساهمات لإنهاء الصراع وإحلال السلام”.

إدانة واسعة

وتأتي هذه المواقف الدولية المتتالية عقب توقيع مليشيا الدعم السريع، برفقة أكثر من 20 حزباً وحركة مسلحة وجسماً مجتمعياً، على “الميثاق التأسيسي” في العاصمة الكينية نيروبي، والذي يمهد الطريق لتشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.

ومن أبرز الجهات الموقعة على الميثاق الحركة الشعبية لتحرير السودان – قيادة عبد العزيز الحلو، وتحالف الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس، إلى جانب مجموعات سياسية ومدنية محسوبة على معسكر الدعم السريع.

ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه محاولة لتقويض الحكومة السودانية الشرعية، وتكريس حالة الانقسام الداخلي، وهو ما يفسر الرفض القاطع من قبل الدول الداعمة للحكومة الشرعية، التي أكدت على ضرورة التمسك بإطار الحلول السياسية السلمية القائمة على وحدة السودان وعدم شرعنة أي كيان خارج مؤسسات الدولة.

تداعيات التدخلات

ولا تقتصر تداعيات الأزمة السودانية على الداخل فحسب، بل تمتد إلى التأثير على الأمن الإقليمي، حيث تحذر العديد من الدول من مخاطر الانجرار إلى سيناريوهات تزيد من حالة عدم الاستقرار في القرن الأفريقي.

وفي هذا السياق، شددت الخارجية السودانية على أن تحركات نيروبي تمثل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية – وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي – إلى تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذا الخطر ومنع أي محاولات تهدف إلى زعزعة السودان أو شرعنة الجماعات الخارجة عن القانون.

موقف دبلوماسي

ويمثل بيان الخارجية السودانية، مدعوماً بالمواقف الإقليمية والدولية، خطوة دبلوماسية مهمة لتعزيز عزل مشروع حكومة نيروبي، وترسيخ موقف السودان في مواجهة التدخلات الخارجية التي تحاول شرعنة كيان خارج إطار الدولة.

وبينما تسعى الحكومة السودانية لحشد مزيد من الدعم الدولي، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية ترجمة هذه المواقف إلى خطوات عملية تمنع أي محاولات لفرض أمر واقع جديد يعمّق الأزمة الداخلية، ويهدد مستقبل السودان ووحدته الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى